المقالات

طباعة

الزمن قراءة تحليلية موجزة

Posted in الثقافة

 

وإذا كانت المادة مرئية والزمان لا مرئي، فإن الزمان لا يكون مظهراً من مظاهر المادة. إذ أن معنى مظهر، يتوقف عليه إثباتات كثيرة، منها كيف يكون للشيء المرئي ظاهرة لا مرئية؟ وإذا سلمنا بذلك، فمن أين جاء هذا الشيء الظاهر؟ هل جاء من شيء لا ظاهر؟ وبما أن الشيء لا يعكس إلا شيئه، لذا لا يجوز أن يكون اللاظاهر إنعكاساً إلى الظاهر، أو العكس. وعليه نقول: أن الزمان ليس مظهراً من مظاهر المادة، وإنما متطلب شرطي مستقل ومتداخل فيها ضمن الوجود العام للخلق.
أما إذا فرضنا أن خاصية المادة تمتلك ظاهرة اللامرئي. فإنه يتوجب علينا أن نثبت ذلك من خلال وجودها المحسوس. وبما الزمان لا يمكن أن نتحسَّسه بالمعنى العياني للشيء، بل نشعر به فقط. إذن فإن المادة تبقى محسوسة لكونها مرئية، واللامرئي كالزمان يبقى نتحسَّسه شعورياً عبر العقل. وأن الشيء اللامرئي يرمز إلى وجود الله الخالق اللامرئي.

المصادر
1- Plato: ‘Plato’s Republic’, book VII, trans. Henry Davis, New York, (No date).
2-Taylor, A. E., Litt, M. A., D. ‘Aristotle’, London, 1945, p. 88.
3- M. Grant (ed.): ‘Greek Literature in Translation’ London, 1973, p. 461 ff.
4- "رسائل الكندي الفلسفية" تحقيق ونشر محمد عبد الهادي أبو ريدة، القاهرة، 1953، ج 2، ص 14.
5- الفارابي: "كتاب الجمع بين رأيي الحكيمين" تحقيق د. البير نصري نادر، بيروت، 1960، 108.
6- . أبن سينا: "الإشارات والتنبيهات"تحقيق د. سليمان دنيا، القاهرة، 1957، ج1، ص 517
7- الغزالي: "تهافت الفلاسفة"تحقيق د. سليمان دنيا، القاهرة، 1374ه/1955، ص 97.
8- المصدر السابق، ص 93.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed