المقالات

طباعة

الزمن قراءة تحليلية موجزة

Posted in الثقافة

أستنتاج

أن تطور مفهومنا عن الزمن من الجوانب الفلسفية والعلمية والدينية يبقى مستمراً ومتواصلاً وفقاً للنتائج التي نصل إليها نظرياً وعملياً. فما توصل إليه العلماء في القرن العشرين من آنشتين ونيلز بور وماكس بورن وغيرهم يعتبر حلفة جديدة متقدمة على ما توصل إليه نيوتن وغاليلو وسواهم في القرنين السابع والثامن عشر. وهذا بدوره يتصل أيضاً بما قدمه ديكارت ولايبنتز وكانت وبقية فلاسفة العصر الحديث من بناء فلسفي علمي جديد مستقل بمفاهيمه وأفكاره عن فلسفات وتصورات العصور الوسطى والقديمة من أفلاطون وأرسطو في الجانب اليوناني، وأفلوطين في الجانب الإسكندراني إلى الفارابي وأبن سينا والغزالي وأبن رشد وغيرهم في الجانب الإسلامي.
وضمن السرد الاستنتاجي، أود أن أعرض شيئاً عن رؤيتي في هذا الموضوع وأقول:  
أن الزمان هو مقومة شرطية من مقومات الوجود الذي فيه المرئي كالمادة، واللامرئي كالزمان. وهذه من بين الأدلة الجلية على وجود الخالق اللامرئي. فالمقومات الشرطية للوجود: المادة، المكان، الزمان، الحركة لها واقعها المستقل والمتداخل مع بعضها الآخر ضمن قوانين تُشكل بمجملها النظام الإلهي العام المسيطر على وحدة الوجود منذ حدوثه.  
وإذا كانت المادة تمتاز من وضع إلى آخر والإنتقال من موضع إلى آخر، وأن المكان يكون الحاوي على تقبلها وإنتقالها، فأن الزمان مقياس سائر عبر الحركة في هذا الوجود. فالموجودات لها مكاناً حاوياً وزماناً سارياً حركياً. وطالما كانت حركة الجسم السماوي لها حدوداً مادية ومكانية، إذن فإن الزمان يكون معهم محدوداً أيضاً. فالجسم يكون محدوداً بجزئه المادي وحيزه المكاني ودوره الحركي، وبالتالي لابد له من حد زماني لكي تكتمل المقومات الشرطية للوجود. فالوجود ليس مطلقاً من الأزل وإلى الأبد، بل محدث ومتناه.
وعندما نقول أن الزمان في الوجود يكون مستقلاً ومتداخلاً فيه. فأن طبيعة المادة تكون قابلة للتغير والإنتقال، بينما الزمان سيل ثابت من الآنات ضمن خاصية: الحاضر والماضي والمستقبل. وكذلك فأن وجود المادة يكون محدوداً بالجسم الظاهر والمحسوس، بينما خاصية الزمان محسوساً لا ظاهراً. وبذا يكون الزمان مستقلاً ومتداخلاً في هذا الوجود.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed