المقالات

طباعة

العدس - غذاء تقليدي وفوائد غير تقليدية

Posted in المغذيات

وتشكل الألياف غير الذائبة في الماء قرابة 90% من وزن الألياف الكلي في بذور العدس، بينما تشكل الألياف الذائبة الجزء الباقي منها. ومن بين الكربوهيدرات، تحتل السكريات المعقدة (النشويات) حيزاً كبيراً في بذور العدس، وهي بالإضافة إلى أهميتها كمصدر هام للطاقة في جسم الإنسان فإنها تحوي مركبات وظيفية هامة تدعى النشويات المقاومة Resistant starches، وهي نوع من النشويات التي تتشكل خلال عمليات التصنيع وتمتاز بقدرتها على مقاومة عمليات الهضم التي تتعرض لها النشويات الأخرى العادية، وهي بهذا تسلك سلوكاً مشابها للألياف الغذائبة غير الذائبة ولها بهذا دور حيوي ووظيفي هام يحاكي دور الألياف الغذائية الذي ذكر آنفاً ويزيد عنه بقدرتها على العمل كبادئات حيوية Prebiotics وفي تشجيع نمو وتكاثر البكتيريا النافعة في القولون Probiotics. ومما بات مقرراً تلك الأهمية الحيوية والفسيولوجية للبكتيريا النافعة في القولون والتي أثبتت العديد من الدراسات قدرتها على زيادة مقاومة الجسم ضد الأمراض المختلفة كالإمساك وسرطان القولون والتخفيف من ارتفاع سكر ودهون الدم وزيادة مقامة الجهاز الهضمي ضد أمراض الإسهال والالتهابات. وفي الجزء المتبقي من السكريات، تتواجد كميات قليلة من السكريات الأحادية والثنائية والعديدة Oligosaccharides، حيث تمتاز الأخيرة بقدرتها على القيام بدور المحفز للبكتيريا النافعة آنفة الذكر وذلك لتعذر هضمها في جوف الإنسان مما يجعلها مرتعاً خصباً لتلك البكتيريا، وهو ما ينتج عنه حصول تخمر لهذه السكريات ومن ثم تكون للغازات في منطقة الجوف مسبباً ما بعرف بالانتفاخ Flatulence.

وتشير الدراسات المخبرية إلى أهمية عملية التخمر هذه في إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة مثل البروبيونات والبيوتيرات والأسيتات، والتي ثبت دورها في المحافظة على الغشاء الإبثيلي المبطن لتجويف القولون وحمايته من خطر الإصابة بالسرطان وغيره من الالتهابات المعوية.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed