المقالات

طباعة

سيكلوجية النصب والاحتيال

Posted in المجتمع

وقد جمعت بلوم (1972) سمات النصابين وحاولت وضعها تحت نمطين مشهورين من أنماط الشخصيات  :

-  اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

-  اضطراب الشخصية النرجسية

وهذا يكاد يكون صحيحا إلى حد كبير , وما نراه في الواقع هو فعلا مزيج من سمات هذين النمطين من اضطرابات الشخصية .

وقد وجد أن اضطراب الشخصية النرجسية في عموم الناس في حدود 1% , أما في النصابين فنجد أن السمات النرجسية توجد في أكثر من 80% من الحالات , أما اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع فهو أيضا في حدود 1-3% ولكنه يوجد في النصابين بنسبة قد تصل إلى مائة بالمائة , وليس شرطا أن يوجد نمط الشخصية بالكامل ولكن على الأقل يوجد عدد من السمات المرتبطة بهذا النمط .

وفي المجتمعات المتخلفة تكثر السمات النرجسية والسمات المضادة للمجتمع , وهذا يفسر لنا شيوع النصب والإحتيال فيها على المستوى السياسي والإقتصادي والإجتماعي .

التركيبة النفسية للضحية (المنصوب عليه) :

الصورة النمطية لضحية النصب – كما تأتي في الأفلام القديمة – هي القروي الساذج , أو الشخص العبيط الغرير , أو كبار السن , أو منخفضي الذكاء عموما , وهذا جائز في عمليات النصب البدائية التي يقوم بها هواة ويستخدمون وسائل بسيطة , أما في هذا العصر فإن ضحايا النصب قد يكونون غاية في الذكاء وعلى قدر كبير من التعليم والثقافة , وقد يكونون رجال أعمال لديهم خبرة كبيرة بالسوق وطباع البشر , وهنا يحتاج الأمر إلى نصّابين محترفين من نوع خاص يستطيعون استمالة واستهواء واستلاب هذه النوعية من البشر ويستطيعون تحييد دفاعاتهم وتخدير حذرهم وحرصهم , ويستطيعون اللعب على نقاط ضعفهم , وبهذا ينجحون في خداعهم . والضحية من هذا النوع الأخير يشعر بالدهشة والصدمة ويشعر أيضا بالخجل من نفسه ومن الآخرين , وربما يمنعه هذا من الإبلاغ عن النصّاب لأنه يشعر بالعار ويسأل نفسه كيف حدث هذا معي ؟!! .. لقد نجح هذا الشخص في اغتصابي وأنا سلمت له نفسي !!!

وكما في سائر الجرائم يلعب الضحية في جرائم النصب والإحتيال دورا هاما وإيجابيا في حدوث الجريمة بوعي أو بدون وعي , وبناءا على التركيبة النفسية للضحية نستطيع أن نقسمهم إلى أنواع مختلفة :

1 – الطمّاع : وهو قد يكون أكثر طمعا وجشعا من النصّاب , وهنا يلتقط الأخير فيه هذه الرغبة المتوحشة في الثراء فيلوح له به , ويلعب على نقطة ضعفه بمهارة شديدة , وينجح في استثارة غريزة التملك لديه , وهي غريزة قوية بطبعها في الإنسان لا تهدأ ولا تشبع  . وحين تستثار غريزة التملك يتم استبعاد العقل النقدي بدرجات متفاوتة  تسمح للنصّاب بنصب شباكه حول الضحية مهما كان ذكاء الأخير وفطنته . والطمّاع لديه شراهة هائلة للمال , وتلك الشراهة تجعله لا يصبر على تنمية أمواله بالطرق المستقيمة المعهودة , بل يريد طرقا جديدة وغير مألوفة , وهنا فقط يقبل المغامرة والمخاطرة لتحقيق كسب سريع بأقل جهد ممكن وحبذا لو كان بغير جهد تماما , وفي تلك الظروف يقل حرص الطمّاع وحذره , وهنا يدخل النصّاب عليه فيجده جاهزا للتسليم على الرغم من ذكائه وحرصه المتوقع .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed