المقالات

طباعة

سيكلوجية النصب والاحتيال

Posted in المجتمع

2 – الحرمان : والحرمان هنا أمر نسبي , إذ ليس بالضرورة أن يكون النصّاب فقيرا أو معدما , وإنما يكفي شعوره الشخصي بالعوز والفقر حتى ولو كان غنيا , فالأمر هنا نسبي ويعتمد على إدراك الشخص لحاجاته ونواقصه . والحرمان ليس مقصورا على الحرمان المادي بل قد يكون حرمانا من الأمان أو حرمانا من الحب , أو حرمانا من التقدير الإجتماعي , أو حرمانا من تحقيق الذات , أو غيره من أنواع الحرمان , وهنا يتجه الشخص للنصب للحصول على أموال الآخرين بهدف إشباع ذلك الحرمان , ويصبح المال هنا وسيلة رمزية للإشباع عن حرمانات متعددة .

3 – عدم الأمانة : بمعنى أن تصبح الأمانة شيئا ثانويا أو هامشيا في المجتمع , فتجد صاحب السلطة يسئ استخدام سلطته , والطبيب ليس أمينا مع مرضاه , والمحامي يمارس أقصى درجات الخداع والتمويه وربما التزوير , والمهندس لا يراعي الله ولا يراعي ضميره في مواد البناء , والحرفي لا يتقن عمله , والقاضي غير محايد .

4 – الطمع : فكل إنسان يريد أن يحصل على أقصى ما يمكن , وأن يتفوق على أقرانه في الإمتلاك والملكية , وأن يتباهى بما لديه , وأن يشعر بالأمان كلما تضخمت ثروته (أو يوهم نفسه بذلك) . وحين تستعر غريزة التملك لا يمكن أن يطفئها مال , فهناك اثنان لا يشبعان : طالب علم وطالب مال , ولو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى ثالثا , ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب .

5 – نمط الحياة : كأن تكون لدى النلاس شراهة استهلاكية تدفعهم للتورط في شراء واقتناء أشياء كثيرة تفوق قدراتهم فيضطرون للإقتراض ثم للنصب , وربما للسرقة أو الإختلاس أو حتى القتل . أو يكون الشخص من المقامرين أو المدمنين حيث تزيد الحاجة للمال عما تتيحه فرص الكسب الطبيعي . أو تكون لدى الأشخاص رغبة في الظهور بمظهر الثراء أو الكرم الزائد كنوع من المباهاة الإجتماعية .

6 – ضعف القوانين وبطء التقاضي : مما يمنح النصّاب فرصة للإستفادة من ثغرات القوانين ومن يأس الناس من الحصول على حقوقهم عن طريق القضاء

7 – شيوع قيم الفهلوة واعتبارها نوعا من المفهومية والشطارة والذكاء

ولكي نرى جريمة النصب في المجتمع المصري , وندرك خطورة شيوعها وانتشارها , ثم نتحدث عن علاجها فلابد أن نرى جذورها وتشعباتها ومكافئاتها المختلفة , فنرى مبكرا جريمة الغش في الإمتحانات , ونرى جريمة الوساطة والرشوة , ونرى جريمة تزوير الإنتخابات , ونرى جريمة اغتصاب السلطة , فكلها جرائم متصلة يكمن خلفها الكذب وسلب الحقوق والعدوان على الآخر والتلذذ بنهبه , ولا يمكن علاج النصب في الأموال دون تنقية وتنظيف الضمير ثم المجتمع من كل هذه الإنحرافات الأخلاقية والسلوكية , والتي يتورط فيها مجرمون تقليديون في بعض الأحيان , ويتورط فيها مجرمون غير تقليديين ذوي ياقات بيضاء ومراكز برّاقة في أغلب الأحيان , وهذا الفريق الأخير هو ما يطلق عليه السيكوباتي المهذب .

 

المصدر : www.elazayem.com

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed