المقالات

طباعة

فريدريك تايلور

Posted in ريادة الأعمال


كذلك فقد كان تايلور مدافعًا قويًّا عن تطابق الصفات البدنية لأبعاد المهمة التي يتعين إنجازها، فقد رأى تايلور أن كل مهمة من مهام العمل تلائم أحد الأفراد أكثر من الآخرين، لذا فقد كانت السمات الجسدية للعامل والمتمثلة في القدرة الإنتاجية، ومتانة العضلات، ومقاومة الإجهاد هي أهم العوامل التي يتم على أساسها اختيار العاملين، ورأى تايلور أن هناك عنصرًا آخر يجب أن يضاف إلى هذه المعادلة ويتمثل ذلك في تغيير نظام الدفع السائد في هذه الأثناء من نظام الأجر بالساعة إلى نظام الأجر المرتبط بكمية الإنتاج.لماذا واجه تايلور النقد؟
وقد أدى تطبيق أفكار تايلور في صناعة الصلب إلى زيادة كبيرة في الإنتاج خاصة مع علو الأجور التي كان يحصل عليها العاملون، ومع ذلك فقد واجه تايلور العديد من أساليب المقاومة بسبب زيادة المطالب المادية وكثرة حالات تسريح العمال، إضافه إلى حرمان العمال من فوائد زيادة الإنتاج.
وفي الواقع فقد أدت هذه الآثار إلى العديد من الاضطرابات التي حدثت بين العمال ووصلت إلى النقابات، كما عُقدت جلسات استماع في الكونغرس حول أساليب تايلور لتقييم إمكاناتها في استغلال العمال، وبالرغم من ذلك فقد كان لأفكار تايلور الأثر طويل الأجل على الصناعة الأميركية، إذ أدت إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية، وساعدت في تحويل نظام العمل إلى كيان متكامل من أجل تحقيق الهدف الأساسي للمؤسسات.
وقد واجه منهج الإدارة العلمية عند تايلور العديد من أوجه النقد للأسباب التي ذكرناها والتي نزيد من توضيحها في النقاط التالية:
1. رأى الكثيرون أنها تضر بصالح العاملين وتلغي شخصية العامل وتجعله يعمل مثل الآلة ومن ثم تقل أهميته داخل المؤسسة.
2. ركز تايلور في منهجه على مستوى المصنع الصغير.
3. أدت أفكار تايلور إلى حدوث صراعات بين العاملين وأصحاب العمل.
4. طريقة الحوافز التي اقترحها تايلور أدت إلى إرهاق بالغ للعاملين ولا سيما شديدي الحاجة منهم؛ إذ يجهد العامل نفسه بأقصى طاقة ممكنة من أجل الحصول على الأجر حتى وإن كان ذلك على حساب صحته.
5. على صعيد آخر عارضها أصحاب المصانع الذين خيل إليهم أنها تعطي حقوقًا جديدة للعمال لا يستحقونها.
6. لاقت أفكاره معارضة شديدة؛ لأنها تتضمن طرقًا جديدة في الإدارة لم يعتد عليها أصحاب المصانع، فآنذاك كانت الطرق التقليدية في الإدارة بمثابة عادات وتقاليد ثابتة غير قابلة للتغيير.
منهج الإدارة العلمية الأكثر استخدامًا رغم كل شيء
ورغم كل ما سبق وذكرناه من عيوب لمنهج الإدارة العلمية عند تايلور إلا أن فلسفته لا تزال هي الأكثر استخدامًا في الصناعة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، والمجتمعات الأوروبية التي وجدت فلسفة تايلور الأكثر ملاءمة لثقافتها، حتى لينين في الوقت الذي كان فيه رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي دعا إلى اعتماد مبادئ الإدارة العلمية هذه للصناعة السوفيتية.ومما يدل على وجود جانب إيجابي في منهج تايلور جعله مؤهلاً بالفعل لهذا الانتشار الواسع الذي هو عليه الآن - ما قاله في إحدى محاضراته للمديرين وأرباب العمل في جامعة "هارفارد" بكلية إدارة الأعمال:

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed