المقالات

طباعة

فريدريك تايلور

Posted in ريادة الأعمال


"إنني أفترض أيها السادة أن معظمكم ليسوا بأبناء عمال وأنكم لم تمارسوا بأنفسكم العمل ولو لمرة واحدة مع العمال وأريد أن أوجه نظركم لحقيقة مهمة ينبغي عليكم أن تضعوها في أذهانكم وأنتم تتعاملون مع العمال وموظفي المستويات الدنيا، هذه الحقيقة هي أن العاملين مثلي ومثلكم، وأن العامل وأستاذ الجامعة لهما نفس المشاعر، ونفس البواعث ونفس الآمال، لهما نفس النقائص ونفس الفضائل، وأن هؤلاء العمال قضوا طيلة حياتهم يتلقون الأوامر ويطيعونها لأنهم في المستويات الدنيا، فلا تتصوروا أن هذا يعني أنهم أقل احترامًا لأنفسهم منا، إنهم ينظرون إلى أنفسهم على أنهم فضلاء وأهميتهم في مجتمعاتهم وأهليهم مثلي ومثلكم تمامًا، وليكن مفهومًا أن الشك يعد من أهم خصائصهم حين يتعاملون معنا، بل إنهم يبحثون عن أي علامة يتوهمون منها أننا متعالون عليهم أو أننا ننظر إليهم نظرة احتقار، وعليه فإنه من الواجب علينا لكي ننجح في أعمالنا ونحقق أهدافنا أن نتعامل مع العاملين معاملة إنسانية.
إن القيادة فن وعلم يتعلقان بالتفاعل الروحي والعقلي بين قائد المجموعة وأفرادها الذين يوجههم ويؤثر فيهم لتحقيق أهداف مرغوب تحقيقها".
الشخص الذي أثر في العمل التنظيمي
وفريدريك تايلور ذاك المهندس الأمريكي شق طريقه حتى أصبح واحدًا من الأوائل في جيل جديد من الكتاب وأصحاب النظريات المؤثرين للغاية في مجال الإدارة، ويعد أسلوب الإدارة العلمية الذي أرساه تايلور عبارة عن "دراسة العلاقات بين الأفراد والمهام بغرض إعادة تصميم دائرة العمل لزيادة الكفاءة".
وما مهد لإحداث هذا التأثير أن تايلور قد ظهر وانتشرت كتاباته في وقت سادت فيه مشكلات إدارية كبيرة في المصانع واحتاجت إلى أساليب جديدة للتعامل مع التحديات في الإدارة.
وقد كان فكره ومنهجه هما أحد أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور محاولات تحليل السلوك في العمل بصورة منظمة، فقد كان النموذج الذي وضعه هو الآلة ولذا فإن أفكاره غالبًا ما صنفت على أنها نموذج الآلة للمؤسسات، حيث تُفتت كل مهمة إلى أصغر وحدة ممكنة لاكتشاف أفضل طريقة لإنجاز الوظيفة، ثم يتولى المشرف تعليم هذه الطريقة للعامل والتأكد من قيامه بالخطوات الأساسية فقط في المهمة، وذلك يفسر السبب وراء الإشارة إليها بـ "الإدارة العلمية" لأن تايلور حاول وضع علم لكل عنصر في العمل وتقييد البدائل للتخلص من التغير البشري أو الأخطاء.
ولم يكن تايلور مهتمًّا حقًّا بموضوعات تنظيمية أو إدارية أخرى ولكن بؤرة تركيزه كانت الكفاءة، وقد كان تايلور مؤمنًا بأنه بزيادة التخصص وتقسيم العمل ستصبح العملية الإنتاجية أكثر كفاءة، وهذه العملية تتحقق بأفضل صورة باستخدام آليات الإدارة العلمية بخلاف المعرفة "العملية" غير الرسمية.
كما كان أول من اقترح أيضًا فكرة تقسيم مهمة مشرف الخط الأول إلى ثمانية تخصصات كل منها منوط بشخص مختلف، وكما يشعر البعض فإن هذه الفكرة قادت في آخر الأمر إلى مفهوم المنظمات الماركسية.
لقد كان لأفكاره تأثير عظيم في تنظيم العمل وأسلوب إدارة الأفراد، ولسوء الحظ رغم أن المهام أصبحت أكثر إنتاجية فإنها بدت أيضا متكررة ورتيبة والعديد من الموظفين كانوا غير سعداء في العمل.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed