المقالات

طباعة

زيت الزيتون: بين القرآن والعلم

Posted in المغذيات

أما السنة النبوية المطهرة، وهي شارحة القرآن الكريم ومرجع تفسيره ومكملته، فقد حفلت بذكر مناقب ومنافع تلك الشجرة المباركة، وبينت طرق استعمال زيتها ، فقد أخرج الترمذي في كتاب الأطعمة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة" وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة" أخرجه ابن ماجة والحاكم وقال الألباني حديث حسن. وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: " كلوا وادهنوا به فإن فيه شفاءً من سبعين داء منها الجذام"، وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنهأمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" كلوا الزيت وادهنوا به فإنه طيب مبارك" . وقد يتساءل بعضهم قائلا: أن الأحاديث النبوية الشريفة لم تخصص ذكر زيت الزيتون، وكلمة زيت قد تحمل على أنواع أخرى من الزيت، خاصة أن جزيرة العرب لم يكن فيها زيتونٌ أصلاً بسبب الطبيعة الجافة التي لا تناسب نمو شجر الزيتون، الذي يتطلب مناخاً معتدلاً مائلاً إلى البرودة وتتوافر فيه الأمطار؟ والجواب أن زيت الزيتون هو من أقدم الزيوت التي عرف البشر استخدامها، فقد توصل الإنسان إلى انتاج زيت الزيتون منذ آلاف السنين، وعرف عن الإغريق والرومان اهتمامهم بشجر الزيتون وانتاج الزيت حتى قبل بعثة الإسلام، وها هي معاصرهم في الأردن ما زالت شاهدة على مدى اهتمامهم بانتاج هذا النوع من الزيوت، كما أن زيت الزيتون كان يصل إلى جزيرة العرب من خلال التجارة الموسمية التي كانت تقوم بها قريش في رحلة الصيف، حيث كان زيت الزيتون يجلب من بلاد الشام. وفي ذكر الزيتون في القرآن الكريم، وقد نزل على قوم لم يكونوا يزرعون هذه الشجرة، دلالة على معرفة العرب لهذا الزيت، حتى أن العرب لم يكن تعرف الزيت إلا زيت الزيتون، ففي لسان العرب المحيط لابن منظور:" الزيت: عصارة الزيتون"، اي أن كلمة الزيت مشتقة أصلاً من شجر الزيتون. وأخيرا فإن وصف الأحاديث النبوية الشريفة لزيت الزيتون ب"المبارك" "والطيب" ، متناسق مع وصف القرآن الكريم لشجرة الزيتون بالبركة، كما في قوله تعالى:" يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ"، مما يدلل على أن الزيت المقصود في الأحاديث النبوية الشريفة هو زيت الزيتون. كذلك فإن هذا الزيت اكتسب صفة البركة من الأرض التي تنبت هذه الشجرة، وهي أرض الشام التي هي أكناف بيت المقدس التي باركها الله عزوجل من فوق سبع سماوات في سبعة مواضع من كتابه الكريم،أبرزها في قوله عز من قائل:"  سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ "، فبركة هذه الشجرة وبركة زيتها مستوحتان من بركة أرضها.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed