المقالات

طباعة

زيت الزيتون: بين القرآن والعلم

Posted in المغذيات

فالله تعالى قد وصف الشجرة بأنها مباركة،وكفى به من وصف جامع لكل معاني الخير والنفع، كما امتدح زيتها بنقائه وصفائه وشدة إشعاعه، حتى كأنه يضيء ولو لم تمسسه نار، وفي هذا وصف دقيق لصفاء زيت الزيتون ونقائه، تماماً كما يجب أن تكون نفس المؤمن الذي يشع قلبه بنور الله تعالى، وفي قوله تعالى:"نُّورٌ عَلَى نُورٍ" إشارة إلى صفة النورانية التي اكتسبها زيت الزيتون، وهي مستقاة من نور الله عزوجل " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"،  وكأن لفظة النور توحي بسر من أسرار هذا الزيت المبارك التي أودعها الله عزوجل فيه.

وفي قوله تعالى:"لاشرقية ولا غربية": أي لا يسترها عن الشمس في وقت النهار شيء ، فهي شرقية غربية، والشمس تصيبها بالغداة والعشي، فهو أنضر لها وأجود لزيتها كما قال المفسرون ،كما تشير الآية الكريمة إلى اعتدال هذه الشجرة وتوسط طبيعتها من حيث كونها تنمو في أكثر بقاع الأرض توسطاً واعتدالاً، ومن حيث سهولة زراعتها وقلة كلفتها. لقد أثبت العلم الحديث أهمية تعرض شجرة الزيتون لأشعة الشمس المباشرة، فالتعرض المستمر لأشعة الشمس وما تحوي من الأشعة فوق البنفسجية يدفع هذا النبات إلى إنتاج مركبات تدعى "مانعات التأكسد الطبيعيةNatural "Antioxidants ، والتي تنتجها شجرة الزيتون كوسيلة لحماية نفسها من هذه الإشعاعات الضارة، فتصبح بذلك ثمار الزيتون مستودعاً للمركبات المانعة للتاكسد، وهي مركبات مفيدة لصحة الإنسان وتقوم بدور مهم وأساسي في المحافظة على صحته وحمايته من أمراض السرطان وأمراض القلب والشرايين.

وأخيراً فقد ورد ذكر شجرة الزيتون تلميحاً في الآية (20) من سورة المؤمنون في قوله تعالى:"وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ" ، وهي شجرة الزيتون بدلالة ذكر الدهن والصبغ فيها،على قول الكثير من أهل العلم، وهو ما سنعرج على ذكره لاحقاً .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed