المقالات

طباعة

الجو النفسى للفتنة

Posted in المجتمع

isتعودنا فى مهنة الطب النفسى أن نحدد عوامل الخطورة لدى الأشخاص المعرضين للقيام بسلوكيات عنيفة تجاه أنفسهم أو تجاه غيرهم , وذلك بهدف دراسة تلك العوامل والتعامل معها وتقليلها لكى نصل إلى حالة نسبية من الأمان للشخص وللمجتمع . وهذا المنهج يمكن تطبيقه فى قراءة وتحديد عوامل الخطورة فى الوسط الإجتماعى مع الوضع فى الإعتبار سيكولوجيات الجماعة وسيكولوجية القيادة ,

 

وهذا ما سنحاوله تجاه أحداث العنف فى الإسكندرية خاصة بعد أن هدأت العاصفة ( مؤقتا وإلى إشعار آخر ) وانقشع الغبار بعض الشئ .

وكما تعودنا فإن مهنة الطب هى أحد المهن الإنسانية المحايدة التى يفترض فيها الموضوعية والتعادلية والنزاهة والبعد عن التحيز والتعصب وميلها للرعاية والعناية والحفاظ على الحياة بصرف النظر عن أى اعتبارات سياسية أو دينية أو اجتماعية , فالطبيب حتى وهو فى أرض المعركة مكلف بإنقاذ الجرحى وعلاج المرضى دون النظر إلى أى المعسكرين ينتموا , وهذا هو سر احترام الناس لها عبر القرون . وإذا كانت هذه الإعتبارات فى صلب قوانين وآداب مهنة الطب فهى أيضا قناعات شخصية لكاتب هذه السطور تجاه البشر عموما ( كمخلوقات كرمها الله) , وتجاه أبناء الوطن على وجه الخصوص بما لهم من حقوق المواطنة والجوار والشراكة والبر والعدل , وهذا ليس موقفا شخصيا أو إنسانيا أو رومانسيا مجردا , وإنما هو نابع من قناعة دينية أصيلة قررها خالق كل البشر بقوله : " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين " , نسأل الله أن يجعلنا من المقسطين الذين يحبهم لأنهم يبرون خلقه ويقسطون إليهم .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed