المقالات

طباعة

زيت الزيتون: بين القرآن والعلم

Posted in المغذيات

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى سبق قرآني كبير وإعجاز رباني مذهل، ففي قوله تعالى:

" وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ" إشارة إلى وجود نوعين من المركبات التي تنتجها شجرة الزيتون المباركة وهما: المركبات الدهنية أو الزيتية، والتي عبر القرآن الكريم عنها بكلمة:" الدُّهن"، والمركبات الصبغية غير الدهنية،وهي المركبات العضوية الفينولية وغير الفينولية، والتي عبر عنها بقول جل من قائل بكلمة:" صبغٍ"، وأبان أن كلا الجزءين هما "للآكلين"، وهو ما يحصل فعلاً، إذ إن زيت الزيتون يؤكل كاملاً بعد عصره، وذلك بخلاف أنواع الزيوت النباتية الأخرى التي تتم فيها عمليات تصفية وتنقية لفصل المادة الزيتية عن جميع المواد العضوية الأخرى الموجودة في الزيت الخام الناتج عن عملية العصر. وقد دل وجود حرف الواو بين كلمتي "صبغ" و "دهن"، وهو حرف عطف يفيد المخالفة، إلى اختلاف نوع مادة "الدهن" عن نوع مادة "الصبغ"، وهذه حقيقة علمية مقررة أثبتها العلم الحديث.

وأخيراً، فلابد لنا عند الحديث عن أهمية زيت الزيتون وتميزه عن غيره من أنواع الزيوت النباتية الأخرى، من الإشارة إلى التركيبة المتميزة والتوليفة الفريدة التي خص الله عز وجل بها زيت الزيتون، من حيث احتوائه على نسب متوازنة ومتناسبة من الأحماض الدهنية وفيتامين هـ والمركبات العضوية غير الغذائية كالبوليفينولات وغيرها من المركبات العضوية النافعة للصحة، التي تجعل من الزيت برمته منظومة متناسقة متناغمة من المركبات العضوية الطبيعية أودع الله عزوجل فيها سر الغذاء والشفاء، فليست الأهمية نابعة فقط فقط من احتوائه على كمايات كبيرة من حمض الأولييك، إذ إن هنالك زيوتاً أخرى تحتوي على كميات أكبر من هذا الحمض الدهني مثل زيت بذور الشاي، وليست نابعة كذلك من احتوائه على كمية من فيتامين هـ، فهنالك من الزيوت ما يفوق محتواها من هذا الفيتامين عما هو موجود في زيت الزيتون كزيت دوار الشمس.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed