المقالات

طباعة

الاضطرابات التحويلية - الهيستيريا التحويلية

Posted in في أنفسكم

وترتبط هذه الذكريات الخاصة بالرغبات والأفكار والاندفاعات الجنسية المكبوتة وبما يعرف بالمرحلة الأوديبية والتثبت عندها .

وقد بنينت عدة دراسات حديثة أن هناك ازدياد في حدوث المشكلات والاضطرابات الجنسية في حالات الاضطرابات التحويلية وأيضاً ازدياد في حدوث الإيذاء الجنسي في الطفولة ( Child abuse) وبنسبة ثلث الحالات .

والنظريات الأخرى تؤكد على أهمية المشاعر العدوانية والرغبات الاعتمادية الناتجة عن حرمانات طفولية أوإحباطات ، وأن الصراعات والعقد النفسية المرتبطة بذلك تبقى وقتاً طويلاً في تركيبة الإنسان وأن بعض الضغوط الخاصة التي يواجهها تثير مثل هذه الصراعات فتظهر الأعراض التحويلية كحل وسط (Compromise) بين التعبير عنها والخوف من التعبير . ويمكن للأعراض التحويلية أن تمثل عقاباً ذاتياً على رغباته واندفاعاته وانفعالاته السلبية الممنوعة . وأيضاًيمكن لها أن ترضي حاجات الاعتماد على الآخرين من خلال اتخاذ وضعية المريض ، وأيضاً الهروب والخروج من أزمة ضاغطة ومهددة مع وجود التبريرات النفسية والاجتماعية وهي حدوث المرض الذي يخفف من المسؤولية ويستخلص العون من الآخرين .

ويمكن القول أن هناك هدف أولي أو أساسي يتلخص في إبعاد الصراع النفسي والحاجات النفسية الذاتية والانفعالات المؤلمة بعيداً عن ساحة التفكير والوعي . وأما الهدف الثانوي فهو الحصول على مكاسب متعددة مثل الانتباه والرعاية والتخفف من الأعباء والمسؤوليات والمحافظة على الزوج والأصدقاء وغير ذلك .

ومن الناحية السلوكية يمكن اعتبار الأعراض التحويلية نوعاً من التكيف المرضي الناتج عن تجربة حياتية مؤلمة ومحبطة ونتيجة للتفاعل بين شخصية معينة لها قدرات وإمكانيات محدودة ، وبين ظروف اجتماعية وثقافية خاصة . حيث يتعلم المريض أن يكسب انتباه الآخرين وعطفهم ودعمهم ويتجنب عقابهم ونقدهم وعدوانيتهم من خلال الأعراض المرضية الجسدية ، لأن تصرفات الأهل والمربين والقيم الاجتماعية العامة تثبت وتدعم مثل هذه الأنماط السلوكية .

ومن ناحية أخرى يؤكد بعض العلماء على أن الأعراض التحويلية هي أسلوب تعبيري بدائي ، وهو أسلوب رمزي ويعتمد على الحركة والشكل بدلاً عن التخاطب والتعبير اللفظي الواضح . وإذا أعيقت القدرة على التخاطب والتعبير لأسباب لاشعورية أو شعورية أو قفافية أو ظروف محيطية ، فإن اللغة الجسمية هي التي تستعمل . ويدعم هذه النظرية أن الأعراض التحويلية أكثر انتشاراً في الأشخاص والمجتمعات الأقل ثقافة وأيضاً عند الأقل ذكاء وعند الأشخاص المقيدين والمحصورين ضمن قواعد صلبة خاصة .

ومن الناحية العملية تبين الدراسات أن الأعراض التحويلية يمكن أن تتزامن مع الاضطراب التجسيمي المزمن وان تكون جزءاً منه والذي لاتزال أسبابه غير واضحة . كما أنها تحدث لمن تعرض لمرض جسمي سابق أو مع من يعيش ويقابل أشخاصاً لديهم مرض جسمي عضوي ، وهذا يسمى تقليد النموذج . وتترافق الأعراض التحويلية مع مختلف اضطرابات الشخصية ولاسيما الشخصيات ذات الصفات الهستريائية والاعتمادية والمضادة للمجتمع .

وكما يبدو مما سبق فإن الأعراض التحويلية ترتبط بمزيج من العوامل الشعورية واللاشعورية الفاعلة في كل حالة على حدة .. وهذا يستدعي النظر إليها من منظار شامل متعدد الجوانب مما يساعد على تفهمها والتعامل معها بشكل أفضل .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed