المقالات

طباعة

اداريا - هل تريد أن تكسب أولا أم تكسب أخيرا؟

Posted in القيادة


مرة أخرى، وبعيدا عن التنظير الإداري الطويل، يمكنك معرفة أنك قائد بمدى قدرتك على كسب من حولك مع مرور الوقت، فالوقت كفيل بأن يكشف لمن حولك مدى صدقك وإخلاصك. وعند شعور الموظفين بصدقك كقائد يولد من هذا الرحم الثقة. فعدم صدق القائد مع الفريق يبعد ثقة الفريق بالقائد، فطبيعة البشر تصدق الأفعال أكثر من الأقوال، وهذا ما يفرق السياسيين من القادة.
هناك صفات تزيل أو تجرد عن القائد صفة القيادة لا مجرد إضعاف مهاراته القيادية كالكذب وعدم الوفاء بالوعود. ولإيضاح هذه القضية يجب التفريق بين الصفات أو الخصائص الشخصية للقائد personnel characteristics وبين الصفات التي تتعلق بالقيم values. فمثلا الصبر والشجاعة والحلم وغيرها من الصفات التي تندرج تحت إطار الخصائص الشخصية، بينما الصدق والعدل والالتزام بالمواثيق وغيرها من الصفات التي تندرج تحت إطار القيم.
الخصائص الشخصية للقائد قد تختلف من قائد لقائد حسب طبيعته الشخصية وكيفية نشأته، فالصفات أو الطباع السلبية لا تبعد عن القائد صفات أو الخصائص القيادية، وإن كانت تضعفها، لكنها على كل حال تكون قوة القائد بمدى زيادة الصفات الشخصية الإيجابية في شخصيته.
أما الصفات التي تندرج تحت إطار القيم كالصدق والوفاء بالعهد وغيرها فهي صفات أساسية لا يمكن أن يتخيل قائد من دونها. فلا يوجد قائد ليس صادقا أو عديم المبادئ؛ لأن هذه الصفات هي التي تقرب القائد من الفريق التابع له وتعزز الثقة فيه من قبل فريق العمل؛ لذا فإن الله قد يمكن للقائد العادل وإن لم يكن مسلما ويزيل القائد الظالم وإن كان مسلما لأن العدل يرتبط بالقيم وقد لا يرتبط بالضرورة بالدين وإن كان الدين يهذب القيم كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم ''إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق''.
أحيانا تجد بعض القادة من يستطيع أن يكسب الفريق الذي حوله على المدى القصير، لكن على المدى الطويل تنكشف شخصيته مما يفقده ثقة الفريق الذي حوله على المدى الطويل. وفي الجانب الآخر قد تجد قائدا عصبيا يفقد ثقة الفريق الذي حوله على المدى القصير لكنه على المدى الطويل يكسب ثقتهم بسبب صدق مبادئه وإن أضعفت صفاته الشخصية جزءا من مهارته القيادية.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed