المقالات

طباعة

المهدي سيكون عصر اكتشاف قوانين الارتقاء البشري من داخل العلاقات الاجتماعية

Posted in الثقافة

وهذا المثال يمكن ان يدلنا على الكثير من الامثلة العلمية المتداولة ويغيرها، فالعلم البشري الخاضع لكينونة بذاتها في الانسان، ليس هو العلم الاشمل الكوني الالهي، والانسان اذا نظر اليه والى شروط ارتقائه الحالية، فانه لابد ان يخترق هذا المفهوم، لينتقل بالانسان الذي تغيرت وظيفة وحدود عمل العقل فيه، وتبدلت شروط حياته، نحو افق آخر من التغير البيولوجي، اي الى الانتقال من الحالة المادية التي هوعليها الان. فمسارات خلق الانسان تشير الى انتصار مطرد للجانب الروحي على المادي، والعقلي على الغريزي، ومايتوقع بناءء على هذا السياق هو المزيد من انتصار الجانب الروحي، وتضاؤال الجانب المادي الملموس في الانسان الكائن اليوم. فهل سيكون عصر المهدي هو عصر الانتقال البشري الى مرحلة اخرى مختلفة من مراحل الصيرورة ؟
هذا هو المآل الطبيعي للامور وتسلسلها، اي ان الوصول الى مرحلة المهدي وتغير حجم العقل المستخدم، سوف يطلق امامنا امكانات هائلة ومعطيات جديدة من الصعب علينا تخيلها الان. ومع تبدل الشروط المعاشة وانماطها، سوف يظهر نوع او نمط من التاثيرات والتفاعلات التي تجعل من العقل والسياق النفسي وتطوره، يفضي الى سيطرة العقل على الجانب المادي في كينونة البشروتحولهم، فيؤثر فيه ويوجهه،وصولا الى الثورة في ميدان الارتقاء،اي تحقق الارتقاء بالمقاييس العليا الكونية، لاالارضية.
هكذا نكون قد توصلنا الى السياقات التي تنتظر الانسان والارتقاء الكوني للمخلوق الذي اوجده الله لغرض اعلى، وهيأ له الاسباب والعوامل والمحفزات والشروط، لكي يصل الى المطلوب من الوجود " ياايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه " ـ القران الكريم ـ/ الانشقاق/.

 

المصدر : www.m3arej.com

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed