المقالات

طباعة

الاغاثة الزراعية في مواجهة الحرب الاستيطانية

Posted in الثقافة

لتعزل بهما السكان عن أراضيهم.. ولم يبق الاحتلال لأهالي طمون سوى 38 ألف دونم من الأراضي البعلية– منها 20 ألف من الأراضي السهلية الصالحة لزراعة الخضار وكل الزراعات الأخرى فيما لو توفرت المياه الكافية للزراعة، وكذلك 18 ألف دونم من الأراضي الوعرة– بينها 10 آلاف دونم صالحة لزراعة الأشجار.. وبسبب عدم توفر المياه والجدوى المتدنية للزراعات الحقلية، فقد هجر عدد كبير من الفلاحين الأرض، واختاروا العمل في إسرائيل أو في المستوطنات الواقعة في غور الأردن، وقامت أعداد منهم بتأجير أراضيها بمبالغ بخسة إلى مزارعين آخرين من خارج البلدة للاستفادة منها…. أما السكان فقد عرفت الإغاثة الزراعية أن أهالي طمون– البالغ عددهم 12 ألف مواطن– هم من المزارعين الأكثر خبرة في فلسطين، والأكثر جلدا واستعدادا لخدمة الأرض– فيما لو تيقنوا من جدواها الاقتصادية.. كما ووجدت الإغاثة الزراعية أن أعدادا كبيرة من سكان طمون يمتلكون خبرات زراعية متقدمة جدا، نتيجة لعملهم في المستوطنات الإسرائيلية، حيث تعلموا هناك استخدام التكنولوجيا الزراعية، والأساليب العلمية الحديثة في مجال الزراعة، وقد بلغ عدد العاملين في المستوطنات من سكان بلدة طمون حتى نهاية عام 2007 حوالي 450 عاملا من النساء والرجال ومن الفتية..
وانطلاقا من رسالتها الوطنية التنموية، ومع توفر التمويل اللازم شرعت الإغاثة الزراعية بتنفيذ المشروع الذي يمكن تصنيفه ضمن مشاريع توفير سبل العيش المستدام للأسر الفلسطينية، ولم يغب عن بال الإغاثة الزراعية أبدا الهدف الوطني الكبير وهو تعزيز الصمود والتصدي لغول الاستيطان.. فالإغاثة الزراعية التي اختارت الأرض ميدانا لعملها وهدفا رئيسيا من أهدافها، وأعلنت منذ انطلاقتها في العام 1983 أنها تستهدف الأراضي المهددة والمتضررة من الاستيطان، كانت تعلن بذلك حربا مكشوفة على المستوطنات، لتحاصرها باستصلاح الأراضي حتى أسلاك المستوطنات، وتشق الطرق الزراعية لتوصل المزارعين إلى كل الأراضي، وتحفر آبار المياه لتحول الأراضي الجرداء والغير ذات قيمة اقتصادية، إلى أراض خضراء تنتج الخيرات الوفيرة.. وبذلك تفتح أمام آلاف العمال فرصة للعمل في ارض فلسطينية، بدلا من العمل في المستوطنات وفي المساهمة في تطوير تلك الأجسام الغريبة وترسيخ وجودها اللا شرعي.
والبداية في طمون حصلت في العام 2006 عندما توجه عدد من أصدقاء الإغاثة الزراعية ومتطوعيها، وخصوصا في جمعية طمون التعاونية للزراعات المحمية، ليطلبوا من الإغاثة الزراعية تقديم ما يمكن من مشاريع تفيد المزارعين وتخرجهم من حالة الفقر التي يعيشونها، فما كان من المؤسسة إلا أن وافقت، وأرسلت على الفور عدد من مهندسيها ليدرسوا على الأرض احتياجاتها وأولويات بلدة طمون التنموية، وكانت حصيلة الدراسة تفيد بان هناك آفاق كبيرة للنجاح في طمون، في مجال تمكين المزارعين وتعزيز قدراتهم إذا ما أقدمت الإغاثة الزراعية على المساعدة في إيصال المياه إلى السهول الواقعة حول البلدة، فهناك ارض خصبة جدا وصالحة بكل المعايير لزراعة الخضار والأعشاب الطبية، وهو ما أكدت عليه تجارب بعض المزارعين الذين كانوا يزرعون في المنطقة ذاتها داخل البيوت البلاستيكية القليلة، والذين كانوا يؤمنون المياه لأغراض الزراعة بنقلها بواسطة تنكات المياه، الأمر الذي كان يكلفهم أموالا طائلة.. ومع بداية عام 2007 بدأت الإغاثة الزراعية تنفيذ مشروعها الكبير، والذي هو عبارة عن مد خطوط مياه بطول 5 كيلومتر من مصدر للمياه يقع شرقي البلدة ويتغذى من بئر مياه في منطقة واد الفارعة..
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed