المقالات

طباعة

الإسلام ودعائم التربية والفكر للشباب

Posted in الثقافة

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شباب لا نجد شيئاً، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء))[2]. قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي سلمه ((يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك))[3]،  وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما:- ((يا غلام إني أعلمك كلمات: أحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده تجاهك...))[4] وقد اهتم القرآن والسنة النبوية المطهرة بالشباب حتى نشروا هذا الدين العظيم وفتحوا الفتوحات الإسلامية بعد أن درس هؤلاء الشباب في مدرسة المربي والمعلم الأول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأخذوا منه أحسن الأخلاق وتربوا على هذا الدين وتخلقوا بأخلاق المربي عليه الصلاة والسلام هم الشباب من الصحابة الكرام ومن أمثلة هؤلاء الشباب:- فهذا الصديق رضي الله عنه لم يتجاوز السابعة والثلاثين، وهذا عمر رضي الله عنه لم يتجاوز السابعة والعشرين، وهذا عثمان رضي الله عنه لم يتجاوز الرابعة والثلاثين، وعلي رضي الله عنه لم يكن تجاوز العاشرة، وكذلك بقية العشرة رضي الله عنه: طلحة بن عبيد الله لم يتجاوز الرابعة عشر، والزبير بن العوام لم يتجاوز السادسة عشرة، وسعد بن أبي وقاص لم يتجاوز السابعة عشرة، وسعيد بن زيد لم يتجاوز الخامسة عشرة، وأبو عبيدة لم يتجاوز سبعاً وعشرين، وعبد الرحمن بن عوف لم يتجاوز الثلاثين ومعاذ بن جبل عمره ثمانية عشرة سنة وأيضاً مصعب بن عمير.قس بعض أعمارهم اختلاف يسير[5] وجماعة كثيرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا شباباً، قام عليهم الدين، وحملوه على أكتافهم حتى أعزهم الله ونصرهم، فحري بشباب أمتنا أن يقتدوا بالصحبة الكرام، ولقد اهتم علماء السلف بالشباب، فها هو ابن شهاب الزهري يقول: ((لا تحتقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم، فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان، واستشارهم يبتغي حدة عقولهم))[6] وإذا أردت أن تعرف ماهية الأمة وحقيقة أمرها، فلا تسأل عن ذهبها ونشبها وبترولها ورصيدها المالي، ولكن انظر إلى شبابها، فإن رأيته شبابا متدينا متمسكا بقيمه الأصيلة منشغلا بمعالي الأمور، قابضا بأذيال الكمال وأهداب الفضائل - فاعلم أنها أمة جليلة الشأن، رفيعةُ القدر والجاه، قوية البناء، مرفوعة العلم لا ينال منها عدو، ولا يطمع فيها قوى، وإذا رأيت شباب الأمة هابط الخلق والقيم،

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed