المقالات

طباعة

راحة أجهزة الجسم في أثناء الصيام

Posted in التغذية والأمراض

مَنافعُ الصيام ليست لكلِّ صائم!

ومن أدلَّة ذلك أنَّنا نرى في العيادة أناساً من مرضى الجهاز الهضمي ينفعهم الصيامُ، وآخرين يُؤذيهم أيَّما إيذاء. والحاجةُ ماسَّةٌ لإجراء بحوثٍ علمية تجريبية موسَّعة على كافَّة شرائح الناس.

وتشريعاتُ الإسلام يجب ألاَّ يكونَ فيها ضررٌ في الجملة, نعم قد يكون فيها مجاهدة للنفس, وامتناع عن بعض ما يحبُّ الإنسان, لكن ليس فيها إطلاقاً ما يضرُّه.


رأي الطب

لقد تبيَّن أنَّ بعضَ الأجهزة يخفُّ نشاطها بالصيام، وبعضها قد يزداد.

البطن مرتاح!

إنَّ نشاطَ الجهاز الهضمي يقلُّ في أثناء الصيام بشكلٍ ملحوظ، حيث تقلُّ مُفرَزات المواد الحامضة، وتقلُّ حركةُ المعدة والأمعاء، وترتاح زغيباتُ الامتصاص من الجهد الكبير الذي نفرضه عليها قسراً كلَّما أكلنا أو شربنا، ولاشكَّ أنَّ هذا يعدُّ راحةً لهذا الجهاز العظيم.

لكن ... هل لهذه الراحة فوائد صحِّية مثبتة علمياً؟

يبدو ذلك في أمورٍ، منها:

  • تخفيف مستوى الحوضة في المعدة والمريء، فإنَّه من المعروف أنَّ المُفرَزات تزيد مع الأكل. وزيادة مستوى الحموضة مرتبطٌ بكثير من مشاكل الجهاز الهضمي وأمراضه.
  • تقليل تهييج زغيبات الامتصاص في الأمعاء، وهناك دراساتٌ أوَّلية غير مُثبَتة تشير إلى احتمال أنَّ هذه الراحة للزغيبات قد تقلِّل من نسبة الإصابة بسرطانات الأمعاء.

وهل يرتاح القلب والتنفٌّس!

إنَّ نشاطَ القلب أو راحته مرتبطٌ بالعموم بالحالة العامَّة للجسم، ومرتبطٌ بشكل كبير بضغط الدم وحجمه في الجسم. كما أنَّ نشاطَ التنفُّس مرتبطٌ، كالقلب، بالحالة العامَّة للجسم، ومرتبط كذلك بمعدَّل الاستقلاب في الجسم Metabolic rate.

وبناءً على هذه المعلومات العلمية المثبَتة في كتب الفيزيولوجيا، وبناءً على هذه الدراسات العلمية، يتبيَّن أنَّه في آخر ساعات الصيام قد يقلُّ نشاط القلب والجهاز التنفُّسي، لكن بشكل طفيف.

أمَّا الكلى والكبد، فلا!

يبدوا أنَّ الجهدَ على الكلى والكبد في أثناء الصيام يبقى كما هو، وربَّما يزيد العبء عليهما!.

فالكبدُ مطالبةٌ بتوفير مصادر الطاقة اللازمة، سواءٌ أكان ذلك في حال الصيام أم في حال الشبع. نعم، في حالة الصيام قد يقلُّ جهدُ الكبد في تصفية السموم والمواد الضارَّة Detoxification التي قد تأتي مع الغذاء. وهذا صحيحٌ، وقد يعطي الكبد شيئاً من الراحة من هذا الجانب.

كما تقوم الكلى بجهدٍ كبير في أثناء الصيام لضبط كمِّية البول، بحيث لا تزيد كميةُ البول الخارج عن كمِّية الماء الموجود في الجسم.

وفي كلِّ الحالات فالوضعُ سليم!

لكن في كلا الحالتين، فإنَّ الوضعَ في الصيام الإسلامي يعدُّ وضعاً طبيعياً يقدر الجسمُ على التعامل معه بكفاءة واقتدار دون أيَّة مضاعفات، وذلك نظراً لقصر مدَّة الصيام. أمَّا في الصيام المديد الطويل، فإنَّ الوضعَ يختلف، ولذلك لا تسمح كثيرٌ من الدول لأصحاب الطبِّ البديل لديها بعلاج الناس بالصيام المديد إلاَّ بوجود إشراف طبي، ليتابع حالةَ الصائمين!.

 

المصدر : www.kaahe.org

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed