الخميس, 15 آذار/مارس 2012 18:01

زواج المريض النفسى

كتبه  د.محمود جمال أبو العزائم
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

الزواج سنه من سنن الإسلام وقد رغب فيه الرسول صلي الله عليه وسلم وحث عليه .

والزواج سكينة واستقرار نفسي للإنسان قال تعالي " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " الروم 21.

وهذا يعني أن الله عز وجل جعل الزواج سكينة للنفوس قائماً علي توافر التفاعل الثنائي الإيجابي بين الزوجين ، ومبنياً علي صفات المودة والرحمة والمحبـة والثقة والاحترام المتبادلة بينهما ، مما يؤدي بالطبيعة والضرورة إلي تحقيق الاتزان الحيوي الناتج عن الإشباع الجنسى المشروع بما يرضي الله ورسوله والمؤمنين ، مما يحقق الاتزان النفسي والاستقرار الاجتماعي لكل منهما .

إن الإنسان في حاجة إلي الزواج من أجل إشباع الدافع الجنسي لديه بالطرق المشروعة التي أقرها الله سبحانه وتعالي أمر بها فى جميع الأديان وذلك من أجل الوصول إلي الذرية الصالحة والمحافظة علي استمرار الحياة ...كما أنه أيضاً في حاجة إلي الانتماء من أجل إشباع دوافع الأمن والاستقرار ، لذلك كانت الأسرة الصغيرة المكونة من زوج وزوجة هي الوسيلة الوحيدة التي لا بديل عنها لتحقيق السكينة النفسية والاجتماعية لكل من الزوجين وللوصول إلى الذرية الصالحة بإذن الله .

وقد حث رسول الله صلي الله عليه وسلم علي الزواج فقد جاء في الحديث الشريف " من استطـاع منكـم البـاءة فليتـزوج ومـن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" صدق رسول الله.

والزواج هدف مشروع لكل شاب وفتاه في سن الشباب وخصوصاً من توفرت له شروط الزواج من حيث الاستقرار النفسي ووجود عمل مناسب وتوفر الإمكانيات المالية واستطاعة إنشاء السكن المناسب .

وهنا يأتي السؤال الذي يتكرر دائماً علي ألسنة أهالي المرضي النفسيين ... هل يتـزوج المريـض النفسي ؟ وهو سؤال يتكرر بأكثر من صيغـه من أهل المرضي مثل:

*هـل المرض النفسي يمنع المريض من الزواج وتحمل مسئولياته في المستقبل ... هل تشفي الأمراض النفسية بالزواج ؟ ... هل سوف يستطيع الإنجاب في المستقبل وهل يؤثر المرض علي قدراته الجنسية ؟ ... إذا خطبنـا لابننا هل نبلغ أهل العروس بمرضه ونصارحهم به أم من الأفضل أن نخفي عليهم هذا الأمر؟

 


*وللرد علي هذه الأمثلة فإن الوضع يختلف من حالة إلي أخري... فبعض الأسر تلاحظ أن الابن أصبح كثير الكلام عن الزواج ويرغب في التقدم لخطبة إحدى الأقارب أو الجيران بدون أن يكون مهيأ للزواج وبدون أن يكمل دراسته وبدون أن يكون لديه العمل المناسب ... وقد يفاجأ الأسرة بأنه قد ذهب بنفسه وتقدم للخطوبـة من هذه الفتاة بالرغم من أنها قد تكون مخطوبة لشاب آخر ويحدث هذا أحياناً في مرضى الاضطراب الوجداني أثناء نوبات الهوس .

وعلي العكس من ذلك نجد أن بعض الشباب يرفض الزواج ويرفض أي حديث عنه بالرغم من أن سنه وعمله أصبح مناسب للزواج ... ويعطي بعض المبررات الواهية التي لا تقنع الأسرة ...ونلاحظ ذلك في بعض مرضي الفصام الذي لا يستطيع تحمل مسئولية الزواج وفي بعض مرضي الاكتئاب المزمن حيث يشعر المريض بعدم الرغبة في الارتباط مع الجنس الآخر حيث أنه يعاني من الاكتئاب والميل إلـي العزلـة والانطـواء وقـد يكـون هناك ضعف بالقدرة الجنسية بسبب المرض.

كما ترفض بعض البنات موضوع الزواج بسبب خوفها من تحمل أعباء ومسئولية الزواج ... وقد يكون السبب كذلك خوف البنات من موضوع العلاقات الجنسية المرتبطة بالزواج ويحدث ذلك في بعض مرضي القلق النفسي وبعض الشخصيات الغير ناضجة عاطفياً.

أما عن السؤال هل تشفي الأمراض النفسية بالزواج فإن الرد علي ذلك بأن الزواج استقرار ومسئولية وله تبعات ويجب إلا يقدم عليه إلا من له القدرة علي القيام بمسئولياته ... فإذا تزوج الإنسان المستقر مالياً ونفسياً فإن الزواج سوف يفيده أما إذا تزوج المريض غير المستقر فمن الممكن أن يؤدي الزواج إلي عدم الاستقرار النفسي وانتكاس المرض .

أما عن السؤال عن هل يستطيع المريض النفسي الإنجاب وهل يؤثر المرض علي قدراته الجنسية ؟ ...فإن المرض النفسي عامة لا يؤثر علي القدرة علي الإنجاب ولكن هناك بعض الأمراض النفسية يكون مصاحب بالاكتئاب أو يكون الشخص خلال فترة الاكتئاب زاهدا في كل شئ من الأكل والشرب والخروج والعمل وحتى في النواحي الجنسية ... ولكن ذلك يكون في فترات الاكتئاب ... أما بعد تحسن الحالة فإن يرجع إلي قدراته الجنسية العادية


 

وعموما فإذا كان المريض في حالة استقرار كامل وفي حالة نفسية جيدة فإنه يكون قادراً علي العطاء والإنتاج وله جميع الحقوق التي ينالها الأفراد العاديين من حق العمل والزواج والاستقلال لكن بشرط أن تكون حالته مستقرة مده طويلة وأن يكون مستمراً في العلاج الوقائي إذا تطلب الأمر ذلك ولذلك فإن شروط الزواج تكون كالآتي :-

أولاً : استقرار الحالة النفسية ويمكن معرفة ذلك بعد استشارة الطبيب المعالج.

ثانياً : توفر الوظيفة بحيث يكون إنساناً قادراً علي تكوين أسرة وتحمل أعباء وتكاليف المعيشة فيما بعد .

ثالثاً : المصارحة بالمرض مع الزوجة وأهلها بحيث يكون لديهم علم بمشكلة المريـض وحساسيتـه حتى يستطيعوا مساعدته فـي المستقبـل ويأخذوا بيده إلي الأمام

 

المصدر: واحة النفس المطمئنةwww.elazayem.com

إقرأ 9113 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 25 أيلول/سبتمبر 2012 08:32
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed