المقالات

طباعة

دور الأسرة في تربية الأجيال

Posted in النمو


ما فائدة أن ألقن ابني العلم ، وأسعى في الحصول له على مدرسين متخصصين ليكون من المتقدمين في نفس الوقت الذي هو في الأخلاق صفر من كل فضيلة وأدب وتهذيب ؟ إن العلم في هذه الحـالة سيكون وسيلة تدمير وهـدم وشقاء . 
والعلم إن لم تكتنفه شمائل تعليه كان مطية الإخفاق       
لا تحسبن العلم ينفع وحده  ما لم يتوج ربه بخـــــلاق
ولقد رأينا كثيرًا من الأبناء لا أقول تربوا ، ولكن أقول درجوا على هذا الأسلوب ، فصار الواحد منهم بعد ما شب عن الطوق ، يصعر خده لوالديه ، ويثني عطفه عليهما ، ويتنكر لهما إذا كان من بسطاء الناس .
وشاهدت بعنين رأسي شابـًا " متعلمـًا " ـ كان يترك والدته العجوز في البيت .. بيتها الذي سكـنه هو وزوجـته ـ يتركها ليأتي إليـها المتطوعون من الناس يقومون لها ببعض شئونها حتى ودعت الحياة ساخطة عليه وعلى زوجته ..     ولقد شاهدته ـ بعد ما أحاط به نكد الحياة ـ يزور قبرها بعد موتها  ،   فقلت في نفسي : لا ألفينك بعد الموت تندبني  وفي حياتي ما زودتني زادي
أين حدث هذا ؟ إنه حدث في عاصمة الدنيا وقمة الحضارة .. في " نيويورك " !!
ولعلك قرأت عن " بي بي " بريجيت باردو التي تزعمت الدعوة المقامة في " مرسيليا " ضد الدكتور " شارل " الذي يجري التجارب على الحيوانات وهي مازالت حية : " يقوم بأفعاله ـ حسب أقوال بريجيت ـ في ظروف فظيعة ، وهي تتساءل في ألم : هل يجب التضحية بالحيوان في سبيل الإنسان " ؟ . هل رأيت الرقة ؟ هل رأيت العذوبة ؟هل رأيت إلى أي مدى وصل خراب الضمير الذي لا يستيقظ لقتل آلاف البشر ـ لا أقول المسلمين ـ في أنحاء المعمورة ، ولا يستيقظ لتشريد الملايين الذين يفترشون الجليد ، ويلتحفون البؤس والمسغبة ، وفي الوقت نفسه يذوب من رهافة الحس على الحيوان "  ، [نعم يأمرنا الإسلام بالرفق بالحيوان ولكن الإنسان أولى ] .( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )[الكهف/103 ، 104] .
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed