المقالات

طباعة

ستار أكاديمى وإزاحة الستر

Posted in المجتمع

وهى شخصية هشه , عندما تواجه أى ضغط خارجى لا تتحمله فيحدث لها أعراض هستيرية (إغماء – شلل هستيرى – فقد النطق – صراخ أو بكاء هستيرى ... إلخ ). وهذا النمط من الشخصيات يجد إشباعاً لميوله الاستعراضية فى مثل هذه البرامج والتى لا تتيح له الظهور الجماهيرى فى الحفلات الغنائية فحسب وإنما تتيح له (ولها) الظهور أمام الجمهور التليفزيونى طوال الليل والنهار لعدة شهور وهى بالتالى وجبة استعراضية دسمة ولا تعوض

وبالنسبة للشخصيات العادية فإنها تجد صعوبة شديدة فى أن تتعرى نفسياً واجتماعياً أمام كل هذه الملايين التى تشاهد التليفزيون , ولكن الشخصيات الهستيرية تسعد جداً بهذا السلوك الإستعراضى وبعملية التعرى النفسى والإجتماعى طوال الوقت

وفكرة تليفزيون الواقع (الذى ينتمى إليه برنامج ستار أكاديمى ) هو أقرب ما يكون (نفسياً) إلى أندية العراه , مع فارق شكلى بسيط , وهو أن الناس فى أندية العراة تتعرى جسدياً فقط أمام رواد النادى المحدودين , بينما فى تليفزيون الواقع تتعرى نفسياً وإجتماعياً ( بالكامل ) وجسديا ( بشكل جزئى يزيد وينقص حسب الظروف ) أمام ملايين المشاهدين

والستر الجسدى والنفسى والاجتماعى يعتبر مطلباً حيوياً للنفس السوية , ولذلك نجد الناس فى المجتمعات الحضارية تتفنن فى الملابس , وتبدى للناس من جسدها ومن نفسها ومن سلوكها فقط , ما ترى أنه مناسب لقيمها الدينية أو الاجتماعية أو الشخصية , أما إزالة الستار تماماً عن الجسد والنفس والسلوك فهو أبعد ما يكون عن التركيبة السوية للنفس البشرية .

والتعرى ترفضه النفس حتى أثناء الحلم , لذلك يوجد رقيب فى الجهاز النفسى يقوم باستبعاد لقطات ومواقف التعرى الجسدى والنفسى فى الحلم , وإذا حدث وأفلتت بعض هذه اللقطات من الرقيب يحدث حلم القلق أو حلم العقاب وفيهما يضطرب الجهاز النفسى نظرا لخروج دفعات غريزية غير مقننة أو منظمة أو منضبطة , وهكذا يحدث فى المجتمع .

أما صاحب الفكرة الأصلى ومشجعوها ومنتجوها والقائمون عليها فهم يستمتعون بإنابة الشبان والفتيات ليحققوا لهم هذا «التلاحم» المرغوب لديهم ويستمتعون أيضاً بالتلصص عليهم وهم فى هذه الحالة من العرى النفسى والاجتماعى , إضافة إلى استمتاعهم بالعائدات المادية الضخمة ( حوالى أربعون مليون دولار فى الدورة الأولى). بالطبع فإن هناك بعض المشاركين فى البرنامج والقائمين عليه ربما لا تنطبق عليهم كل الأوصاف السابقة , وإنما هم يشاركون بشكل مهنى فنى (أكل عيش يعنى ) لإضفاء وجه فنى جمالى للبرنامج , ولا شك بأنهم قد نجحوا فى ذلك

والمتابع للبرنامج بشكل طولى يلحظ التغيرات التالية : فى البداية كان الشبان والفتيات فى حالة خجل وحرج وتحفظ فى تعاملاتهم مع بعضهم البعض , ثم شيئاً فشيئاً بدأ كل ذلك يذوب وزالت فوارق الجنس فاكتسب الشبان رقة ونعومة الفتيات واكتسبت الفتيات جرأة وإندفاع الشبان , ولم يصبح لديهم ولديهن حرجاً فى أن يتعانقا ويتبادلا القبلات (البريئة وغير البريئة منها ) على الهواء مباشرة . وقد شاركت أحد الفتيات فى أحد برامج تليفزيون الواقع العربية وخرجت دون أن تكمل الدورة وهددت كثيراً بالحديث عما كان يحدث فى الغرفة التى لا يطالها التصوير ( وليتها نفذت تهديدها ) , ومع هذا فقد شاع حدوث حالة حمل (وربما خفيت حالات أخرى) لأحد الفتيات المشاركات فى برنامج تليفزيونى واقعى جداً . وقد حاولت بعض الفتيات قضاء وقت أطول فى الحمام لتبادل الأحاديث «الخاصة» كاحتياج إنسانى حقيقى , ولكن إدارة البرنامج واجهت هذا الخروج على تقاليد البرنامج بكل حزم وحسم

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed