المقالات

طباعة

حيرة مريض نفسى بين الطب والغيب

Posted in المجتمع

وربما يسأل سائل : اذا كان السحر يحمل كل هذا الشر فما هى حكمة وجوده ؟ .. والاجابة هى أن الله سبحانه وتعالى قد شاءت حكمته أن يبتلى الانسان بالخير والشر مصداقا لقوله تعالى : " ونبلوكم بالشر والخير فتنة " ( الأنبياء 35 ) ، ومن سنة الله فى الكون أن يجعل قوى الشر تقابلها قوى الخير لكى يختار الانسان من بينها ثم يحاسب على اختياره ، إضافة إلى أن وجود هذه القوة الخفية التى لايملك الإنسان دفعها عن نفسه بنفسه يجعله يلجأ الى ربه مستعيذا منها .

الحسد :

ذكر الحسد في سورة الفلق :- ) قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ( .

والحسد هو تمنى زوال النعمة .. دون أن يكون الحاسد مستفيدا مما سيحدث .

" والحسد مقطوع به ، وصحيح مؤكد الوجود ، لأنه ورد فى القرآن الكريم .. وهو شر من قوى الغيب التى تضر الإنسان .. ولذلك طلب منا الحق سبحانه وتعالى أن نستعيذ به جل جلاله : ( ومن شر حاسد إذا حسد ) ....وإذا كنا لانعرف شيئا عن الحسد .. فإننا نقول إن الشئ كلما كان دقيقا لاتراه العين ..كان أثره وفعله أكبر .. وكان عنيفا فى عمله ، فأدق الجراثيم مثلا هى أعنفها فى التأثير على الجسم .. وهى أقواها فى مققاومة الادواء .. وإذا أردنا أن نقرب الصورة ةإلى الأذهان نقول بأن أشعة الليزر التى تم اكتشافها فى العصر الحديث تستخدم فى العمليات الجراحية الدقيقة وفى أشياء أخرى كثيرة دون أن يراها المريض أو يتعرف عليها وهى تدخل الى جسده .. إذن هناك شئ خفى عن العين يستطيع أن يدخل الى الجسد .. ويفعل فيه أشياء أكثر من مشرط الجراح . ماالذى يدريك أن عين الحاسد تخرج منها أشعة أشد فتكا من أشعة الليزر ؟ " ( الشعراوى 1990 ) .

النهى عن إتيان الكهان والمنجمين والعرافين وأصحاب الرمل وقارئى الفنجان وغيرهم :

إن من حكمة الله فى الكون أن تكون هناك قوى خفية لاندركها ومع ذلك يمكن أن يكون لها تأثير على الإنسان بشكل لانعلم كيفيته ، وهذا التأثير لايحدث إلا بمشيئة الله سبحانه وتعالى ، ومادام الأمر كذلك كان من المنطقى أن نلجأ الى الله تعالى مباشرة ودون وسطاء للإستعاذة به من تأثير هذه القوى الخفية ، وهو سبحانه قد حثنا على ذلك فى سورتى الفلق والناس ( المعوذتين ) ، ولكن الذى حدث عند كثير من الناس أنهم حين اعتقدوا فى وجود هذه القوى بالغوا فى تأثيرها واستقر فى وعيهم خوف هائل منها وراحوا يطلبون العون عليها من العرافين والمنجمين وضاربى الرمل وضاربى الودع وقارئى الفنجان فحدث انحراف فى التصور والإعتقاد واللجوء الى غير الله وإضفاء قدرة وربما قداسة على هذه القوى الخفية ومن يظنون أنهم يدفعون تأثيرها . ولما كان هذا أمر يمس صلب العقيدة لذلك جاءت النصوص الدينية الصريحة تصحح الإتجاه وتأخذ بيد الناس نحو الله الذى يملك كل شئ ولا يخرج شئ فى الكون عن مشيئته :

عن عائشة رضى الله عنها قالت : سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان ، فقال : " ليسوا بشئ " ، فقالوا : يارسول الله إنهم يحدثونا أحيانا بشئ فيكون حقا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" تلك الكلمة من الحق يخطفها الجنى فيقرها فى أذن وليه ، فيخلطون معها مائة كذبة " ( متفق عليه ) .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed