المقالات

طباعة

اهتمام الإسلام بالماء ودوره في تأسيس مدينة فاس

Posted in الثقافة

وبعد تأسيس عدوة الأندلس سنة 192هـ، وعدوة القرويين سنة 193هـ، وبفضل توفر فاس على الماء بكثرة: " بنى الناس الدور والمساجد والحوانيت وغرسوا ضفتي الوادي من منبعه بفحص سايس إلى مصبه في نهر سبو بأنواع الأشجار، وحرثت سائر نواحيه بأنواع مختلفة من الزارعات، فعمرت الأرض بالغراسة والحراثة وكثرة غلاتها وخيرات المدينة وقصدها الناس من مختلف المناطق للإقامة والتملك فيها وسكنها العلماء والأدباء والتجار والصناع..."[25].

ولقد تميزت فاس في السابق  في كون مياه وادي فاس كان يصل إلى كل البيوتات  القديمة ورحى طحن الزرع، ورحى عصير الزيتون ومقرات أهم الحرف، كدور الدبغ، وإلى أهم المساجد والحمامات والأسواق والمدارس والفنادق وخزانة القرويين، ومستشفى  المرستان وكذلك إلى منتزهات فاس كمنتزه جنان السبيل الذي كانت النعورتان الموجودتان به اليوم تدور عجلتهما بالماء، وعلاوة على ذلك فلقد استفادت المناطق المحيطة بفاس من وجود مجاري المياه التي تم استغلالها في المجال الفلاحي.

إذن وجود الماء ساعد على تحقيق عدة خدمات اجتماعية واقتصادية داخل هذه المدينة وكذلك المناطق المحيطة بها وساهم في تطورها.

ولقد عرفت فاس عبر تاريخها عدة سنوات من الجفاف وعدة سنوات من نزول المطر الغزير، كما تحدث عن ذلك بعض العلماء المغاربة في بعض مصنفاتهم التاريخية كما هو الشأن بالنسبة لمحمد الطيب القادري في كتابه (نشر المثاني)[26].

وعندما كان يحدث الجفاف كان المغاربة اقتداء بالسنة النبوية يؤدون صلاة الاستسقاء كما أن السلطة المركزية  كانت دائما تتدارك المواقف لما فيه خير للمواطنين بمساعدة المتضررين، وأذكر كنموذج لصلوات الاستسقاء ، فخلال سنة 1091هـ/1680م، حدث جفاف كبير بمدينة فاس، وأم العلامة محمد العربي بن احمد بردلة  بالمصلين بالباب  الحمراء، وكان من بينهم شرفاء فاس تبعا لنصيحة شيخ الإسلام عبد القادر بن علي الفاسي الفهري، كما كانت نعال  النبي محمد صلى الله عليه وسلم- التي لا تزال توجد إلى اليوم في ملك الصقليين الطاهريين الحسنيين بفاس- بجانب العلامة العربي بردلة، وبعد نهاية الصلاة والخطبة  نزل المطر بغزارة[27]. وأذكر كنموذج لمؤازرة السلطة المركزية للمواطنين المتضررين عندما يحدث الجفاف، ففي سنة 1201هـ/1787م، حدث الجفاف ، وأمر السلطان المولى محمد بن عبد الله بترتيب الدقيق وتفريقه على الضعفاء في كل حي بفاس وببقية المدن المغربية[28].

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed