المقالات

طباعة

توجيهات للشباب: حق الوالدين

Posted in استشارات


ففي يوم الثلاثاء 6 ربيع الأول عام 1430هـ كنت أقرأ ثلاثاً من صحفنا، ووقع نظري في كل منها على خبر مؤلم هو الأسوأ، ألا هو العقوق ونكران الجميل، وعصيان الله بحق الوالدين.

الأول: في الصفحة الخامسة من الجزيرة: أقدم شخص اسمه الأول أحمد، سعودي الجنسية، على قتل والده السعودي الجنسية بإطلاق النار عليه إثر خلاف حدث بينهما، وقد أحيل للمحكمة الشرعية، فصدر بحقه صك شرعي يقضي بثبوت ما نسب إليه شرعاً، والحكم عليه بالقتل تعزيراً لكون ما أقدم عليه المذكور يعد جرماً عظيماً وإثماً كبيراً، وشراً جسيماً، لاسيما وأن المقتول والده، وهو سبب وجوده في الحياة (إلى آخر ما في الحيثيات التي توجب قتل هذا الابن العاق الذي لا يندفع شره إلا بالقتل) وقد نفذ فيه الجزاء الذي يستحقه عقاباً من الله.

الثاني: في الصفحة 13 من الوطن: القتل تعزيزاً لقاتل والدته وخادمتها في نجران؛ فقد أقدم شخص اسمه الأول محمد على قتل والدته وخادمتها - وسماهما - حيث قام بإطلاق عدة طلقات من مسدس إثر خلاف بسيط نشب بينهم، وبعد تأكده من موتهما، قام بخلع ملابسهما وتعريتهما بحثاً عما كان يعتقده سحراً تخفيانه، وبإحالته إلى المحكمة العامة، صدر بحقه صك شرعي يقضي بثبوت ما نسب إليه شرعاً، والحكم بقتله تعزيراً، وصدق الحكم من محكمة التمييز، من مجلس القضاء الأعلى، بهيئته الدائمة، وصدر أمر سام بإنفاذ ما تقرر شرعاً.

الثالث: في الصحفة 46 من صحيفة الرياض، خبر عن مغربي يقتل والدته، بطعنات من سكين كانت بحوزته ويطعن شقيقه، ويحرق المنزل، بنار أشعلها في طابقين من المنزل الذي تقيم فيه أسرته، وأحدث هلعاً في الحي، الذي وقع فيه الحادث.

فمثل هذه الجرائم الشنيعة، بحق الوالدين التي أخافت كل ِأسرة، فما بالك أيها الشاب بما تنشره الصحف الأخرى، ألا تدل على أن العقوق قد كثرت، وحقوق الله قد أهدرت. وأنها لاتصدر إلا من قلوب مات فيها الإحساس، وضاع الإيمان، وإذا بحث العاقل في الأسباب، يرى أن وراء ذلك، غزواً مقصوداً به شباب ديار الإسلام، وسلاحه المخدرات والمسكرات التي تسيطر على من يزين له تعاطيها.. فهي تذهب العقل والمال والصحة، وهي من أخطر الأدواء الاجتماعية التي عرفتها البشرية. إنها أخبار مؤلمة، ونتائج مسيئة، تقضي على المعنويات، وتنتهك بسببها الحرمات، علاوة على الصحة والمال والدين.

فإذا عرفت هذه البشاعة الكبيرة، فإنك أيها الشاب عليك أن تتبصر في مثل هذه النتائج، التي تأتي بسبب هذه المؤثرات نماذج أخرى من العصيان والعقوق: وذلك بما طفح على السطح، من كيفية التخلص من الأبوين أو أحدهما عند الكبر، بالتعاون بين الأبناء، وحمل أحد الوالدين، باسم مراجعة المستشفى لعلاجه، ثم يرمى بإسعاف أحد المستشفيات، أو عند باب دار العجزة، ثم الذهاب ليصبح مجهولا، لا يُعرَف وليّه ولا من أودعه.. وقد يكون لبعض زوجات الأبناء دور في التأثير والتبرم، وبعلل أخرى تُبتكر. فاحرص أيها الشباب، أن تأخذ من هذه الأمور عظة وعبرة، وأن تكون أولاً باراً بوالديك، ممتثلا أمر الله ورسوله، ومؤثرا فيمن حولك.. وبعد زواجك اغرس في زوجتك أثر العناية بمن لديك من الوالدين، وبث هذه الروح في الأقرب ثم الأقرب، ومن تعاشر، من زملاء الدراسة والعمل، ومن المعارف والجيران، إنها دعوة خير وفق أمر الله ورسوله.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed