المقالات

طباعة

تأملات في أحوال الإنسان والحيوان

Posted in إرشادات

ومن الدروس المستفادة من هذا الموضوع أيضا – عزيزي القارئ – ذلك الأسلوب العلمي في تناول المشكلة حيث رأي الباحث أنها تهم قطاعا من الناس في مجتمعه ( بريطانيا ) فراح يبحث في كل جوانبها ويحاول التوصل الي جذورها ، ان ذلك هو سر تقدم العلم حين يحاول ملاحظة الظواهر بدلا من المرور عليها مرور الكرام ، فيتم رصد أي ظاهرة ودراسة جوانبها بأسلوب علمي ومن ثم التعامل معها .

كانت التوصية التي خلصت اليها هذه الدراسة هي في الواقع دليل تبرئة للكلاب التي تعض ، فقد وجد الباحث بعض المبررات لسلوك الكلب تدفعه الي العض حين يجد شخصا يزعجه من نومه دون مبرر ، أو يتجه اليه بطريقة يمكن تفسيرها علي أنها تهديد مباشر له ، أو يقوم بمضايقته ، أو يسرف في اللعب معه والمزاح الي درجة تؤدي الي إثارته ، وهو ( أي الكلب ) في كل هذه الحالات علي حق في أن يبدي قدرا من الشراسة ليضع الأمور في نصابها !!

لكني أسألك – عزيزي القارئ – عن المبرر الذي يدفع الإنسان الي العدوان المدروس علي أخيه الإنسان في الحروب التي تشتعل في كل أنحاء العالم وتدور رحاها لتمتد الي سنوات ، ويقوم فيها الإنسان باستخدام كل الأسلحة ليقتل ويدمر دون سبب ، أو لأسباب واهية لا يمكن أن تبرر سقوط هذه الأعداد من الضحايا كل يوم ، لا تقل لي – عزيزي القارئ – إنها السياسة التي نفهمها هي التي تدفع الناس الي قتل بعضهم بعضا ، فالله سبحانه وتعالي أعطي للإنسان العقل كي يدفع عجلة الحياة ويؤدي رسالة سامية ، وليس لاستخدامه في القتل والتدمير مهما كانت المبررات .

والغريب بعد ذلك أنك إذا أردت أن توجه إهانة بالغة الي شخص ما تصفه بأنه " كلب " ألا تري معي أن ذلك شيء لا معني له بالمرة ، بل ينطوي علي ظلم بالغ .. للكلاب ، واخيرا فإنني أعتذر عن اختيار مثل هذا الموضوع الذي يبدو هامشيا أو غير جاد للكتابة فيه.. لكن المزيد من القراءة المتأنية في سطوره ربما يكون مادة ملائمة للتأمل في بعض شئون الإنسان والحيوان .. وربما في مجمل أحوال الدنيا في عصرنا الحالي .

 

المصدر : www.hayatnafs.com

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed