المقالات

طباعة

قانون منع التمييز العنصرى

Posted in آباء وأبناء

وقد يكون هذا القانون حبل إنقاذ لهذا البلد فى تلك الظروف لأنه سيضمن تحقيق العدالة بين أبناء هذا الوطن على اختلاف توجهاتهم الدينية والسياسية والإجتماعية , وعندها ستستريح النفوس وتطمئن حين ترى مسئولا يقدم للمحاكمة لمنعه قبطيا من وظيفة أو ترقية يستحقها , ومسئولا يقدم للمحاكمة لمنعه فتاة محجبة من الظهور على شاشة التليفزيون بسبب حجابها , ومسئولا آخر يمنع معيدا فى الجامعة من استلام وظيفته بسبب شبهة انتمائه إلى جماعة معينة أو تيار دينى أو سياسى لا يرتضيه هذا المسئول , ومسئولا آخر يقدم للمحاكمة لأنه تحيز لأبناء الأساتذة فى الجامعة التى يعمل بها وأهدر فرصا أمام الطلاب الجادين من غير ذوى القرابة أو الزمالة . وهكذا مع الوقت ومع تكرار تطبيق هذا القانون تتكون ثقافة العدل التى افتقدناها فى مجتمعاتنا مما أدى إلى تراكم وتصاعد حالات الغضب والغليان لدى قطاعلت عديدة من الشعب المصرى , وإلى وجود حالة من العدوان السلبى والعناد لدى كثير من الأطراف مما أدى إلى شلل الحياة فى كثير من جوانبها وقطاعاتها .

وأكاد أجزم أن تأخر صدور هذا القانون تحت أى دعوى من دعاوانا الزائفة قد يكون مبررا لوصاية أجنبية أو محاولات تدخل خارجى أو تدويل أحد قضايانا ( بحق أو بغير حق ) وخاصة قضية الأقباط , والتى يجد فيها المحقق الأجنبى جوانب كثيرة تستحق المساءلة , ولولا المواءمات السياسية وتبادل المصالح والغنائم لحدث هذا من زمن . وأتمنى ألا يضيع منا الوقت فى ترهات ومزايدات ثم نجد أنفسنا أمام مصير العراق أو مصير دارفور .

وفى الآية الكريمة يقول تعالى : " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم " , ونلاحظ هنا أن الله ذكر البر وهو كلمة جامعة لكل المعانى الخير , ولكنه خص القسط ( وهو العدل ) بذكر خاص , لأن العدل أساس الملك وهو أساس الإستقرار والطمأنينة فى العلاقات بين البشر , فلا يكفى فى علاقتنا بالآخر أن نهنئه فى الأعياد وأن نتبادل معه القبلات والأحضان , بل الأهم من ذلك إقامة العدل فى التعامل معه حتى لو اختلفنا معه فى الديانة أو التوجه السياسى أو الإجتماعى .

 

المصدر : www.elazayem.com

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed