الوالدية الفعالة الناجحة
في ممارسة أية مهنة تقدم الخدمات فيها إلى الناس ، فإن هذا يتطلب ترخيصاً من الدولة لهذه الممارسة بعد أن يكون طالب هذا الترخيص مجازاً في المهنة التي تعلمها من الجامعة واجتاز فحوصها ونال الإجازة والترخيص . في الولايات المتحدة الأميركية يستوجب اجتياز فحص الولاية لنيل هذا الترخيص . وحتى الزواج يحتاج إلى ترخيص في بلادنا العربية من المحاكم الشرعية ( ولكن لا يحتاج إلى شهادة لإجازة الزواج – وللأسف – تثبت كفاءة الزوجين في الزواج ولا توجد فحوص لهذا الغرض ) .
إن جلب أشخاص إلى العالم من خلال الزواج ( أي الأولاد ) لا يتطلب إلا توافر جهازين تناسليين – عند الزوج والزوجة - . أي لا يوجد إعداد ولا تدريب ولا تعليم ولا شهادة ترخيص بالسماح بإنتاج الأولاد لهذين الزوجين .
إن تعليم المهارات الأساسية والمهمة للوالدين كي يكونا صالحين للوالدية وتربية الأولاد هو ركن مهم وخطير في مسألة التربية والإنجاب . وهو يحدد المسار الملاحي لنجاح الأولاد أو إخفاقهم مستقبلاً في حياتهم .
إن أهم وأكثر الهدايا قيمة تقدمها لأولادك هي ما يمكن تسميته " ببوصلة العمل "- أي المهارات والحقائق – التي تساعدهم في النجاح بالمدرسة والعمل ، وفي اللعب واللهو ، وفي الحب والرفقة والألفة الاجتماعية .
من سوء الحظ أن برنامجنا الدراسية في المدارس ( الصفوف الإعدادية والثانوية ) لا تعد الولد ، أو البنت ، ليكونا أزواجاً في المستقبل ، يمتلكان المعرفة التربوية والسيكولوجية لإعداد الولد للحياة . كما لا تعدانهما لاكتساب المهارات الاجتماعية وللتفكير العقلاني . وكيفية ضبط الانفعالات المنافية ( أي الأمور التي تتعلق بالتكيف والصحة النفسية ) أو لنقل : تبديل السلوك اللاتكيفي عموماً .
إن تعليم مهارات الوالدية الأساسية لإعداد الأولاد للحياة من شأنه زيادة الفرص للأولاد بقدرتهم على مسك " بوصلة الحياة " والتوجه السليم نحو أهدافهم .
يتعين تعليم الآباء والأمهات " أو تعليم أنفسهم " بكيفية حل الاختلافات بينهم ، وتأكيد الذات ، والتدبر بالشدة النفسية . كما ويحتاجون التخلي عن العرف التربوي السيئ في تنشئة الأولاد الموروث عن الآباء .
ومن المسلم به ، أن الأولاد لهم خصائصهم المختلفة ، ويمتلكون الأمزجة والحاجات وسمات الشخصية المتباينة . لذا لا توجد طريقة مطلقة صحيحة يمكن تعميمها في مسألة التربية والتنشئة تصلح لكل الأولاد . إلا أننا - مع ذلك – نتكلم عن المؤشرات والأسس ، السيكولوجية المفيدة التي تلافي القبول عند معظم السيكولوجيين والمربيين .
من المعلوم أن الأولاد لا يدركون حق الإدراك ما يفيدهم . لذا يتعين من حيث المبدأ أن يقوم الأهل بعملية التوجيه وذلك وفق توجيهات صحية مناسبة اجتماعياً .
- السابق
- التالي >>