البوابة
ما بعد انقطاع الدورة
العوامل المؤثرة في كرب ما بعد انقطاع الدورة الشهرية :
التغيرات الهرمونية :ـ هناك ارتباط مهم بين مستوى هرمون الاستروجين والأعراض التي تحدث في هذه الحالة مثل الاكتئاب والأعراض الجسمانية الأخرى ، وقد ثبت هذا الارتباط خاصة في حالات الانخفاض الحاد للاستروجين بعد الازالة الجراحية للمبيضين.
وقد وجد أن هرموني الاستروجين والبروجستيرون لهما تأثير واضح على وظائف المخ في المرأة ، ليس هذا فقط بل وجد حديثاً أن هرمون LH وهرمون الذكورة (Androgen H) - والذي يفرز لدى المرأة بكميات قليلة – لهما تأثير بشكل ما في ظهور أعراض هذه الحالة .
والتغيرات الهرمونية في هذه المرحلة -كما قلنا – هي عملية فسيولوجية طبيعية ولكنها إذا حدثت بشكل سريع تظهر الأعراض واضحة ومؤثرة ،وأيضاً إذا ساعدتها عوامل نفسية واجتماعية أخرى ظهرت الأعراض المرضية .
العوامل النفسية والاجتماعية :- كما قلنا آنفاً فإن التغيرات الفسيولوجية لا تعمل في فراغ وإنما يظهر تأثيرها سلباً أو إيجاباً من خلال السياق النفسي أو الاجتماعي الذي تعيشه المرأة . فالمرأة التي مرت بالمراحل العمرية السابقة بشكل ناجح ومتوازن ( مثل مراحل المراهقة والزواج والحمل والولادة ) فإنها ستمر غالباً بمرحلة ما بعد انقطاع الدورة بشكل آمن .أما المرأة التي عانت اضطرابات في هذه المراحل أو عانت صعوبات نفسية واجتماعية كثيرة في حياتها وتفقد الثقة في نفسها وتفتقد الشعور بالرضا فإنها ستكون معرضة للاضطراب بشكل واضح .
والمرأة التي جعلت كل كيانها في الحمل والولادة وليس لها جوانب أو نجاحات شخصية أخرى تدعمها فإنها يحتمل أن تعاني فراغاً هائلا"ً حين يكبر أبناءها ويتركون المنزل ولا تجد شيئاً تفعله .
والمرأة المحبطه في علاقتها الزوجية يحتمل أن تعانى بشكل كبير في هذه المرحلة .
وترتبط الأعراض بدرجة نضج المرأة وقبولها للمراحل المختلفة من عمرها وتصورها لعملية التقدم في السن وقدرتها على أن تغير من اهتماماتها وأدوارها مع التغيرات الفسيولوجية الطبيعية .
والمرأة غير الناضجة تبدو منزعجة ومتوترة وحزينة وغير قادرة على مواكبة المرحله ، لذلك تكثر من الشكوى كنوع من طلب النجدة وطلب القرب من ابنائها وزوجها ، وهي أحياناً تبالغ في الحديث عن الأعراض بحيث تبدو "نكدية" و "شكايه" و "نعابه" وتكون معوقة لنمو ابنائها واستقلالهم لأنها تحرص دائماً أن تحتفظ بهم بجوارها حتى ولو أدى ذلك لفشلهم في زواجهم أو أعمالهم ، وكثيراً ما نجد مثل هذه الأم تسعى بشكل لا شعوري إلى تأخير زواج بناتها أو أبنائها وتتعلل بأنه لا يوجد زوج مناسب أو زوجة مناسبة ، بل وتسعى بشكل لا شعوري إلى أن تفشل ابنتها في علاقتها الزوجية حتى تكون بجانبها دائماً أو تكثر من الشكوى لابنها الذي يعمل في بلد بعيد لكي تجبره على العودة اليها ، وهي تفعل كل هذا لأنها تشعر بوحدة شديدة وأن كيانها هش وهزيلل بدون أبنائها وبناتها .
العلاج :
أن معرفة المرأة بطبيعة التغيرات في هذه المرحلة وأنها تغيرات طبيعية ثم مساعدتها على قبولها والتعايش معها يجعلها أقل عرضة للاضطراب .
وربما تحتاج إلى بعض جلسات العلاج النفسي الفردي الذي يبدد مخاوفها ويقلل من شعورها بالوحدة وانعدام الدور ، ويفتح أمامها آفاق واسعة للمشاركة الأسرية والاجتماعية بحيث تبتعد عن اختزال وجودها في الحمل والولادة والدورة الشهرية ، وتعيد اليها ثقتها بنفسها وتساعدها على التعامل مع مشاعرها السلبية الآنية والماضية .