الفلسفة الإسلامية ومدى أثرها في الفكر الإنساني
الصفحة 1 من 4

لقد تمت عملية الإخصاب بين الفكر العربي والفكر الأوروبي في منطقتين: الأولى إسبانيا وفي مدينة طليطلة، والثانية صقلية وجنوب إيطاليا في عهد فريديريك الثاني المتوفى سنة 1250 م ولقد كانت هاتان المنطقتان نقطتي تلاق بين العقلية الأوروبية الناشئة، لأنها على الحدود بين دار الإسلام وبين أوروبا. كان هناك تبادل ثقافي عن طريق الرحلات وكان هناك تفاوت على مستوى الإنتاج الثقافي ففي الوقت الذي نجد فيه حركة فكرية وعلوماً متأصلة في الساحة العربية الإسلامية كنا نجد في الغرب المسيحي خلاصات شاحبة لآثار ضئيلة من العلم اليوناني وكانت الدراسات في أوروبا محصورة في فئة نادرة من الرهبان. لذلك قامت في أوروبا حركة للترجمة تقوم بنقل ما ترجم عن اليونان إلى اللغات اللاتينية. فترجمت كل من مؤلفات الفارابي وابن سينا والغزالي، كما ترجمت مؤلفات عدة في الفلك والنجوم بينها كتب الخوارزمي التي بفضلها انتقل حساب الهندسة إلى أوروبا باسم اللوغاريتم.
ويمكن القول بأن تأثير الفلسفة العربية الإسلامية في تأسيس الفكر العلمي الأوروبي قد طاول كل العلوم بمختلف فروعها من طب وعلوم الطبيعة والفلك والرياضيات والموسيقى. فعن طريق العرب عرفت أوروبا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر مؤلفات أرسطو ومعالم فلسفة أفلاطون فقد ترجم كتاب البرهان أو التحليلات الثانية والسماء والعالم والكون والفساد والآثار العلوية.
- السابق
- التالي >>