حالة الطوارئ والصحة النفسية
الصحة النفسية السوية من دعائم استقرار وازدهار المجتمع، وإذا تعرض أي فرد للضغوط النفسية الشديدة فان الجهاز العصبي اللاإرادي يتم تحفيزه للدفاع عن الإنسان وتهيئة الجسم للتعامل مع تلك الظروف الضاغطة أما إذا استمر هذا الظرف الطارئ مدة طويلة فان الجسم يصاب بالتوتر والقلق النفسي ومثال ذلك ما يحدث أثناء الحروب والأزمات الشديدة ..
وما يحدث للإنسان يحدث كذلك للمجتمعات فأي مجتمع يتعرض لظروف طواريء مستمرة مدد طويلة يصاب إفراده بالتوتر والمشاكل النفسية المختلفة.
وفي حالات الطوارئ يحس المواطنون بعدم الأمان مما يؤدي دائما إلى اختلال بالصحة النفسية للمجتمع ويستوجب ذلك تنظيم استثنائي لضمان الأمن للجميع وهو قانون الطوارئ ويمكن تحليل الفكرة من وراء هذا القانون على أنه عقد رمزي بين المواطنين والسلطات يتخلى فيه المواطنون عن جزء من حرياتهم بإرادتهم في مقابل مساحة تحرك أكبر للسلطات للتعامل مع الخطر وتحقيق الاستقرار ، وفي مقابل هذا التخلي عن الحرية يحصل المواطنون على إحساس أكبر بالامان. وعندما يزول الخطر يحس المواطنون بالأمان العادي فيفقد العقد الرمزي جدواه ، لذلك يتم فسخه ويسترجع المواطنون ما كانوا قد تخلوا عنه من حرية . إما الوضع المصري الحالي فهو لا يتبع هذه الرؤية حيث تعيش مصر في ظل قانون الطوارئ منذ سنوات وسنوات وتطالب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني بإلغائه دون فائدة . أحد جوانب المشكلة هو رغبة النظام الحاكم في استمرار العمل بهذا القانون لأنه يوفر آليات وصلاحيات تجعل إدارة البلاد( أو بمعني آخر إحكام السيطرة على البلاد ) أسهل وحيث إن الإصلاح السياسي هو شعار المرحلة . فبعد أن كان مطلب الإصلاح السياسي والدستوري هو مطلب قوي المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان تبنت الحكومة المصرية الدعوة للإصلاح-
- السابق
- التالي >>