البوابة
تفسير الأحلام بين العلم والخرافة
وفى حالة قراءة الأحلام (وليس تفسيرها) على هذه الصورة فى عملية العلاج النفسى يجب أن تتوفر للمعالج العوامل التالية:
§ الدراسة الوافية لتاريخ حياة المريض.
§ الدراسة الوافية لظروف المريض العائلية.
§ دراسة الببيئة التى يعيش فيها المريض وعائلته.
§ الإلمام بالظروف الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية المحيطة.
§ معرفة الرموز السائدة فى البيئة ودلالتها.
§ القدرة على الإستماع الجيد والفهم العميق وربط جزئيات الحلم بعضها ببعض ثم ربطها بظروف حياة المريض للخروج بصورة كلية ذات معنى.
§ القدرة على ربط ماهو غيب نفسي (محتويات العقل الباطن الغائرة والغامضة) بما هو غيب كوني (آفاق الكون الأوسع الذي لا ندركه) دون إلغاء أو استبعاد لأحدهما .
§ القدرة على توصيل رؤيته لمعانى الحلم للمريض ليزيد قدرته على الاستبصار بعالمه الداخلى وباحتياجاته ورغباته وصعوباته ، فى محاولة للإستفادة من كل هذه الأشياء فى عملية التغيير الذى يتم أثناء رحلة العلاج النفسى.
ومع هذا لا نعتبر هذا تفسيرا للأحلام وإنما نفضل أن يسمى هذا تداعيات حول الحلم يقوم بها الشخص صاحب الحلم ويساعده فيها المعالج , وهذه التداعيات تكون وثيقة الصلة بحياة الشخص نفسه وتعطيه فرصة جيدة لقراءة عالمه الداخلي وربطه بعالمه الخارجي فتكتمل رؤيته وتتسع مستويات إدراكه .
وتحتوي الكتب والمراجع الكثير من الإجتهادات لوضع دليل لفك رموز الأحلام , ولكن – كما قلنا - فكلها أشياء ظنية تختلف من بيئة لأخرى ومن ثقافة لأخرى , وأن محاولة تعميمها أو التشبث بأنها يقينية ليس من العلم في شئ .. والشخص حين يكون لديه قدر كاف من العلم والبصيرة يكون هو أكثر الناس قدرة على قراءة أحلامه ، لأنه أكثر الناس فهما لرموزه وظروف حياته .
العلاقة بين الأحلام وبعض الظواهر النفسية الأخرى:
الحلم والأسطورة :
إن الحوادث والقصص والمسرحيات التى نقرؤها لكبار الكتاب ونظن أنهم يكتبونها بوعيهم ..هى فى الحقيقة مثل الأحلام .. إشعاع عقولهم الباطنة .. وهى مثل الأحلام قابلة للتداعي حولها وقراءتها بأكثر من طريقة , والإختلاف حولها , وهذا هو سر جمالها كعمل أدبي أو فني ..
حدوتة " تيامات " البابلية صورة من هذه الأحلام.. والحدوتة تحكى أنه فى سالف العصر والأوان كانت تحكم الدنيا إلهة أنثى اسمها تيامات..وكانت هذه الربة الأنثى تحكم الكون كله بما فيه من ذكور ، ولكن الذكور مالبثوا أن ثاروا على حكمها واختاروا مردوخ قائدا لهم..وأعلنوا الحرب عليها.. وقبل أن ينصبوا مردوخ قائدا..قاموا