المقالات

طباعة

المصريون والشعوذة

Posted in المجتمع

وترددت أقاويل كثيرة لم ينفها أحد حتى الآن عن تردد عدد كبير من الفنانات والفنانين على المغرب بغرض زيارة من يقومون بفك السحر أو معرفة بعض الأسرار الغامضة , أو عمل تعاويذ لجلب الحظ وجلب الأدوار الفنية المتميزة أو الفوز في المسابقات الفنية , وأن هؤلاء يلجأون إلى المغرب حتى يبتعدوا عن الفضائح التي يمكن أن تنالهم هنا في مصر حين يفتضح أمرهم أو أمر من يقومون لهم بهذه الأعمال .

وعلى الرغم من الظروف الإقتصادية التي يعيشها المصريون إلا أنهم يستهلكون بخورا بمبلغ 50 مليون دولار سنويا , قليل منها يستخدم كمعطر للجو , ولكن الأغلب يستخدم في أعمال السحر والدجل والشعوذة . كما ينفق مبلغ مماثل في شراء الحيوانات والطيور ذات المواصفات الخاصة والتي يطلبها من يدّعون تحضير الجان , فهم لا يحضرون إلا بعد ذبح هذه الطيور والحيوانات .

أما مواد العطارة الأخرى المستخدمة في أعمال السحر وإخراج الجان فتتجاوز هذه الأرقام بكثير خاصة حين تتضاعف أسعاره أو يدّعي السحرة والدجالون إحضارها من بلاد بعيدة كالمغرب أو الجزيرة العربية فيضيفون إليها مبالغ هائلة مقابل الشحن والجمارك.

جذور الظاهرة :

نشرت صحيفة "لوبون" الفرنسية ، تقريراً للباحثة ماريا جوزيف عن استخدام البخور وطرق استعماله منذ عهد قدماء المصريين وحتي العصر الحالي، مستعينة ببعض الباحثين المصريين، خاصة في بعض المصطلحات ومسميات أنواع البخور.
وأشارت الباحثة المتخصصة في علم اجتماع دول الشرق الأوسط في تقريرها المعنون: "البخور في مصر .. عادات سيئة" إلي أن الفراعنة استخدموا البخور في تحنيط موتاهم وتطييبهم وفي عبادتهم، حتي أن الملك آمون استهلك في عام واحد 2159 جرة و 304093 مكيالا من البخور، وقد أهلك كهنة بابل عشرات الآلاف من أوقيات البخور في عهدالإمبراطور (بعل)، بينما اعتقد الكنعانيون أن إرادة الآلهة في رؤوس أنوفهم، فعندما يشمون رائحة البخور يشعرون بالرخاء.
وحسب الباحثة الفرنسية، فإن البخور من أساسيات التعبد في الكنائس كما كان يستخدم في الأفراح الإسلامية. ويعتقد المصريون أن الكندر المغربي يفك العكوسات وعرق الحلاوة والعرقسوس لتطهير المكان من الشياطين.
ويعتقد غالبية المصريين أن الوظيفة الأساسية للبخور، هي العلاج من المس والسحر، ومن الأنواع المستخدمة لذلك اللبان الدكر والكسبرة التي يطلق عليها تفاحة الجن، وهو بخور يعتقد المصريون أنه يقوم بتحضير وحرق الجن، وتندرج تحته أنواع بخور تستخدم في أعمال الخير كالعنبر والحبة السوداء والمسك الأبيض والجوا الحمراء والبيضاء وحبة السويدان ولأعمال الشر كالحلتيت والزفتي والميعة السائلة وجماجم التمر وبخور النيلة.
وكما تقول الباحثة، فإن هناك اعتقادًا يسود بين المشعوذين المصريين، والمترددين عليهم، وهو أن الجن يطلب نوعا معينا من البخور كطعام ليقوم بالأعمال المطلوبة منه، موضحة أن هناك كتابًا يتداوله المشعوذون، اسمه: "استحضار ملوك الجن في الوقت والساعة" يشير إلي أن هناك بخورًا لحرق الجن والشياطين كالحلتيت وحب العود، وأن هناك نوعًا من البخور يعتقدون أنه فاتحة للكنوز، مثل جوهرة سليمان والطقش المغربي، وللحسد هناك كف مريم ورجل الأسد.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed