المقالات

طباعة

مُعالجةُ الفَتق السرِّي عندَ الأطفال

Posted in الصحة

baby-girl-playالفُتوقُ حالاتٌ كثيرة الشيوع، تصيب الذكورَ والإناث في أيِّ عمر؛ فإذا أصبحت عضلاتُ البطن ضعيفةً، فقد تندفع الأمعاء أو النَّسيج الشحمي والطبقة الأولى من أغلفتها، أي الصِّفاق، من خلال نقطة الضَّعف. ويُمكن الشُّعورُ بها أو جسُّها مثل كتلةٍ موجودةٍ تحت الجلد. يُسمِّي الأطِبَّاءُ هذه الحالة فَتقاً. قد ينصح طبيبُ الأطفال بإجراء عمليَّة جراحية للطفل لمُعالجة الفَتق. ولكنَّ قرارَ إجراء العملية أو عدم إجرائها يعود للوالِدَين.

 

وهناك ثلاثةُ أنواعٍ رئيسيَّة من الفتوق التي تُصيب الأطفال: السُّرِّية والأُربيَّة وفُتوق الشقوق الجراحية. يشرح هذا البرنامجُ معالجةَ الفتوق السُّرِّية. تعدُّ الجراحةُ هي الحل الوحيد لمُعالجة الفتق، حيث يُجري الجرَّاح شقاً في منطقة الفتق. وتعتمد طريقةُ مُعالجة الفتق على حجمه. وبعدَ انتهاء العمليَّة، يجري نقلُ الطفل إلى غُرفة الإنعاش، ثُمَّ إلى غُرفة عاديَّة في المُستشفى. ويعود مُعظمُ المرضى إلى البيت في اليوم نفسه بعدَ انتهاء العمليَّة.

مقدِّمة

الفُتوقُ حالات كثيرة الشيوع، تصيب الأولادَ والبنات من كلِّ الأعمار. قد ينصح طبيبُ الأطفال بإجراء عمليَّة جراحية للفَتق لدى الطفل المصاب. يعود قرارُ إجراء هذه العملية أو عدم إجرائها إلى والدَي الطفل. يُساعد هذا البرنامجُ التثقيفي والدَي الطفل على اكتساب فهمٍ أفضل لمنافع هذه الجراحة ومخاطرها.

التَّشريح

تُساعد المَعِدةُ والأمعاءُ الإنسانَ على هضم وامتصاص الطعام الذي يأكله. توجد المعدة والأمعاء داخل البطن، حيث تغطِّيهما وتحميهما ثلاث طبقاتٍ من الأنسجة. الطَّبقةُ الأولى هي عبارةٌ عن غشاءٍ رقيقٍ يُسمَّى "الصِّفاق". أمَّا الطَّبقةُ الثَّانية فهي جدارٌ مكوَّن من عدَّة عضلات. والطبقةُ الثالثة، والأخيرة، هي الجلد.

الأعراضُ وأسبابها

إذا أصبحت عضلاتُ البطن ضعيفةً، فقد تندفع الأمعاء والطبقة الأولى من أغلفتها، أي الصِّفاق، من خلال نقطة الضَّعف. ويُمكن الشعورُ بها أو جسُّها مثل كتلةٍ موجودةٍ تحت الجلد. يُسمِّي الأطِبَّاءُ هذه الحالة فَتقاً. وهناك ثلاثة أنواعٍ رئيسيَّة من الفتوق التي تُصيب الأطفال: السُّرِّية والأُربيَّة وفُتوق الشقوق الجراحية. يشرح هذا البرنامجُ معالجةَ الفتوق السُّرِّية. يحدث الفتقُ السُّري حول السرَّة. وقد يكون موجوداً منذ الولادة، ولكنَّه قد لا يسبِّب مشكلةً في ذلك الوقت. وهو لا يصبح مشكلةً في بعض الأحيان حتَّى يكبر الطفل. قد يكون ضَعفُ العضلات نتيجةً لحمل أشياء ثقيلةٍ. كما أنَّه قد يحدث أيضاً نتيجة الضَّعف التدريجيِّ للعضلات بسبب التعرُّض لضغطٍ مستمرٍّ. يميل حجمُ الفَتق إلى الازدياد مع مرور الوقت. يمكن أن يكون الفَتقُ خطِراً، لأنَّ بعض الأعضاء الموجودة داخل البطن، كالأمعاء مثلاً، يمكن أن تلتصقَ أو تَنفتل داخل الفتق، فينقطع تزويدها بالدم. يُدعى الفَتقُ في هذه الحالة باسم الفتق المُختنق. وهو يمكن أن يُؤدِّي إلى موت هذا الجزء من الأمعاء، ممَّا يتطلَّب إجراءَ عمل جراحي أكثر تعقيداً وخطورةً من عمليَّة إصلاح الفتق في مراحله الأُولى. الجراحةُ هي الحلُّ الوحيد لتصحيح هذه المشكلة.

العمليَّةُ الجراحيَّة

تُجرى العمليَّةُ الجراحيَّةُ للفتق السرِّيِّ عند الأطفال تحت التَّخدير العام عادة، وذلك اعتماداً على حجم الفتق، وعُمر الطفل وحجمه. يُجري الطبيبُ الجراح شَقَّاً في الجِلد فوق الفتق. ثم يقوم بدفع مُحتويات الفتق إلى داخل البطن. ثمَّ يقوم بضمِّ العضلات معاً من جديد بواسطة الخياطة. قد يُقرر الطبيب وضع طُعم شبكيٍّ لتغطية هذا العَيب إذا كان حجم الفتق كبيراً بحيث لا يُمكن ضمُّ العضلات وتقريبها وفي النهاية، يقوم الجرَّاح بإغلاق الجلد.

المخاطرُ والمضاعفات

هذه الجراحةُ آمنة جداً. ولكن هناك بعض الاحتمالات لحدوث مخاطر ومضاعفات. صحيح أنَّ هذه المخاطرَ مستبعدة، لكنَّها تبقى ممكنة. ويجب أن يعرف الوالدان هذه المخاطرَ تحسُّباً لحدوثها؛ فمن خلال معرفتها، يصبحان قادران على مساعدة الطبيب في الكشف عنها باكراً. هناك مخاطر ومضاعفات متعلِّقة بالتخدير، وهناك مخاطر ومضاعفات تتعلَّق بأيِّ نوع من أنواع العمليات الجراحية. تشمل مخاطرُ التخدير العام الغثيان والتقيُّؤ واحتباس البول وجرح الشفتين وتهشُّم الأسنان وتقرُّح الحلق والصُّداع. ومن المخاطر الأكثر أهمِّيةً للتخدير العام النوباتُ القلبية والسكتات الدماغية والالتهاب الرئويُّ. وتعدُّ النوباتُ القلبيَّة والسكتات الدِّماغيَّة نادرةً إلى أقصى حدٍّ عند الأطفال. يُناقش طبيبُ التخدير هذه المخاطر مع الوالدين، ويسألهما ما إذا كان طِفلهما يتحسَّس من بعض الأدوية. هناك مخاطر ممكنة في أيِّ نوع من الجراحة. ومنها:
  1. العدوى. يمكن أن يُصاب الشَّقُّ الجراحي في البطن بالعدوى. وقد تحتاج معالجةُ العدوى إلى استخدام المضادَّات الحيوية، كما يُمكن أن تحتاج إلى إجراء عملية جراحية لإزالتها.

  1. النزف، سواء في أثناء العملية أو بعدها. ويُمكن أن يُسبِّب النزف تبدُّلَ لون الجلد إلى الزُّرقة.
  1. الندبات الجلدية التي قد تكون مؤلمة أو قبيحة الشكل.
هناك عددٌ من المخاطر والمضاعفات الأخرى تتعلَّق بهذه العمليَّة على وجه الخُصوص. وهي نادرة جداً أيضاً، لكن من المهمِّ أن يعرفها الوالدان. يمكن أن تُصاب بعض الأعضاء في البطن. يُمكن أن تَنثَقب الأمعاء مثلاً. تؤدِّي إصابةُ هذه الأعضاء إلى حدوث ضرر دائم، وقد يحتاج الطفل إلى عمليَّة جراحية أخرى. لكنَّ هذه الإصابات نادرة جداً. كما يُمكن أن يحدث الموتُ في حالات نادرة للغاية بسبب هذه المضاعفات. من الممكن أن يحدث الفَتق ثانية، أو ينكس. إذا جرى وضعُ طُعم شبكيٍّ في أثناء هذه العمليَّة، ثمَّ حدثت عدوى، فقد يغدو من الضروريِّ إزالة هذا الطعم للمساعدة على شفاء العدوى.

بعدَ الجراحة

يجري نقلُ الطفل بعد إجراء العملية إلى غرفة الإنعاش، ثمَّ إلى غرفة عادية في المستشفى. يعود معظمُ المرضى إلى البيت في يوم العملية نفسه. يُعدُّ ظهورُ بعض التَوَرُّم حول الشقِّ الجراحي، إضافة إلى تبدُّل لون الجلد إلى اللون الأزرق، أمراً طبيعياً. يجب أن يمتنع المريض عدَّةَ أسابيع عن حمل أشياء ثقيلة ومن الانحناء، وذلك للوقاية من عودة ظهور الفَتق من جديد. ينبغي الحرصُ على مراجعة الطبيب في حالة ظهور أيَّة أعراض جديدة، مثل الحمَّى أو الألم الشديد في البطن أو الضعف أو التورُّم أو العدوى.

الخلاصة

الفتوقُ حالاتٌ شائعة. وهي تُصيب الأشخاص في كلِّ الأعمار. ومن الممكن أن تسبِّب ألماً شديداً ومضاعفات خطيرة إذا لم تُُعالج. لابدَّ من الجراحة عادةً لمعالجة الفتوق. تعدُّ جراحةُ الفتق آمنة تماماً وفعَّالة. كما أنَّ المخاطر والمضاعفات نادرة للغاية. ويُمكن للوالدَين من خلال معرفة هذه المخاطر والمضاعفات مُساعدة الطبيب على الكشف عنها لمعالجتها في وقت مُبكِّر.

 

المصدر : www.kaahe.org