المقالات

طباعة

المطالبة بالحقوق

Posted in الثقافة


إذن فالمطالبة بالحقوق مشروعة لكن من خلال الشرع المطهر فها هو الضابط الذي لايريده النشطاء السياسيون لأنه ينسف شريعتهم وينسف مخططاتهم وتجد أحدهم يغتاظ ويتهمك في دينك حينما تطالب بالحقوق وفق الشريعة فما أقبح أثرهم على الناس وما أثقل وزرهم يوم التناد .
والغريب في هؤلاء أصحاب المطالبات يدسون السم في العسل ولا أستطيع تمثيلها سوى بقول الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حق الخوارج : ( كلمة حق أريد بها باطل ) . [ صحيح على شرط البخاري، وأخرجه مسلم والنسائي]

المطالبة بالحقوق تكون عن طريق ايصالها لمن هو مسؤول عنها سواء كان منصبه وزير أم وكيل وإن لم يستمع هذا المسؤول المتغطرس لشكوى المواطن فعلى المواطن أن يطالب بحقه ويوصل تظلمه لولي الأمر حفظه الله وأصلحه وأصلح له بطانته عن طريق المراسلات والمكاتبات والبرقيات ويوجد عند طريق شركة الاتصالات نظام البرقيات توصل الرسالة لمن تريد فقم بإيصالها لولي الأمر ليطلع عليها إن كنت حقا ً تريد المطالبة بحقك الذي تقول أنه مهضوم :
هذا الامام النووي رحمه الله من العلماء الأجلاء الجهابذة يأصل لنا المطالبة بالحقوق ولاتغتروا بإفكهم وحيفهم أن من يدعو للطريقة الشرعية هم من علماء السلطان وهذه ترهاتهم التي يطلقونها على علماء السنة الأفاضل فالله حسبهم ، قال الامام النووي رحمه الله تعالى :
أما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق, وطاعتهم فيه, وأمرهم به, وتنبيهم وتذكيرهم برفق ولطف, وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين, وترك الخروج عليهم, وتألف قلوب الناس لطاعتهم.
(شرح صحيح مسلم )

انظروا لفقه هذا العالم الجليل حيث قال :
( وتنبيههم برفق ولطف ، واعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين ، وترك الخروج عليهم ) .
الرفق واللين مطلوب في التعامل مع جميع الناس لا بالتشهير عبر القنوات الفضائية وادعاء أن ذلك من الاصلاح ووالله أنه من الافساد فالعلماء الأجلاء قد بينوا في نصحهم للناس أن الطريقة الشرعية في نصيحة الوالي تكون فيما بينك وبينه عن طريق المكاتبة وارسال الرسائل له والبرقيات وأي طريقة لاتوغل صدور العامة على ولي أمرهم فيكرهونه وتحدث الفتنة والعياذ بالله .

لاتنتظر النتائج ولا تقول لماذا لم يفعل ولم يغير ولي الأمر هذا الشيء لأنك طالبت ولم يصلك شيء فعليك بالصبر لان هذا هو المطلوب من المسلم لا كما يسميه بعض المفتونين أنه خنوع وجبن لا والله بل هو شجاعة في الحق ولقد سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر ألم أقل لكم أن الشريعة الغراء أتت بالعلاج والدواء :
سأله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- رجلٌ، فقالَ: أرأيتَ إنْ كانَ علينا أمراءٌ يمنعوننا حَقَّنا ويسألوننا حقَّهم، قالَ: (اسمعُوا وأطيعُوا، فإنَّما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتُم) ذكره التِّرمذيُّ وصححه الألباني .

ماذا يعني لك الحديث أيها الحقوقي والناشط السياسي بل ماذا يعني لك أنت أيها المسلم الخائف على نفسه من الفتن والزيغ فماذا بعد الهدى إلا الضلال .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed