الإثنين, 06 آب/أغسطس 2012 06:38

نحن أبناء العرب ولافخر!!

كتبه  د. محمد فؤاد منصور
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

flags-all-nationsكارثة كبرى !! أن تحاول تطبيق المثالية في عالم غير مثالي.. أن تحاول قيادة الناس إلى شئ جديد وجميل، أن يغضبك الواقع فتفكر في تغييره ،أن تدعو الناس ليسيروا خلفك ويحسوا ماتحسه ، أن تمضي قُدماً في طريق لايعرفه أحد ثم تكتشف أنك تمضي فيه وحدك وأن أحداً لايود أن يصحبك مهما عدّدت له المزايا وشرحت له المكاسب .

 

كارثة كبرى .. أن تنظر وراءك فى يأس، أن تشعر بالإحباط لأنك تريد أن ترى عالماً جديداً لاتعيش فيه وحدك وإنما تدعو الآخرين أن يعيشوه معك فلا يستجيبون بل ويقدمون لك نصائحهم المحبِطة بأنه لالزوم لوجع الدماغ فلاشئ يتغير ، لأن الناس هم الناس يرفضون التغيير وينفرون من الجديد ويستعذبون حتى الأحوال السيئة !! في طباعنا أشياء تستعصي على الفهم وتستحيل على الإدراك .

نحن نستخدم الساعة ومع ذلك لاندرك قيمة الوقت ، يضرب الواحد منا للآخر موعداً وهويعلم أنه لن يفي به ، وقد لايحضر أصلاً لابعده ولاقبله حتى شاعت بيننا النكتة المؤلمة التي تقول على لسان أحدهم : سأحضر في الخامسة تماماً وعليك أن تنتظرني حتى السادسة فإذا لم أحضر حتى السابعة يمكنك أن تمضي لحال سبيلك فى الثامنة!

نحن نكره الانتظار بينما نمضي في حياتنا بلا شغلة ولامشغلة، ننظر إلى مافي يد الغير مع أن مافي أيدينا يكفينا ويزيد ولانسأل أنفسنا كيف حقق الناجحون نجاحهم حتى يمكننا الاقتداء بهم ، نتفرغ لتدبير المكائد للناجحين وعرقلتهم بدلاً من السعي لنحذو حذوهم ونقتفي أثرهم.

نحن نلعن الروتين ثم نكون أول من يطبقه ، نكره التعقيدات ثم نحيل حياة المتعاملين معنا إلى جحيم دائم وعذاب مقيم، نتصرف بازدواجية غريبة ، نتمسك بالأصول ثم نفضل المصلحة الخاصة على أي أصول نعرفها ، ننادي بالعدالة حتى تطرق المصالح أبوابنا فنغلّب المصلحة على أي عدالة نؤمن بها ، نلعن الواسطة ثم نسعى للاستفادة من المعارف والمحاسيب، نحتقر الرشوة ثم نغير اسمها و ندعوها هدايا وعطايا وندّعى إفتراءً أن النبي قبل الهدية لنسوِّغ لأنفسنا الخطأ وأكل السحت.

نحن ندعو الناس للعمل ثم نجلس لنطرقع أصابعنا مستمتعين بالكسل اللذيذ دون أي إنجاز حقيقي ونلعن العاملين والناجحين ونتهمهم بأنهم سرقوا أفكارنا وتوصلّوا لما كان يجب أن نتوصل نحن إليه نتهم العالم بأنه يتآمر علينا ويخشى بأسنا مع أن الناس من حولنا ينظرون إلينا في رثاء لأننا بتنا بلا حول ولاقوة .

لدينا علماء لاهم لهم إلا النظر في إنجازات الآخرين كي يبدأوا في التهليل والصياح "الله أكبر ".. هذا موجود لدينا منذ ألفي عام !.. فعلماء العالم لايأتون بجديد إنهم يفتشون كتبنا وتراثنا لكي يسرقوا منه ويعلنوا أنه من اكتشافهم فيتقدمون ونتأخر..! هل سمع أحد من قبل بمثل هذه الفرية المضحكة وهل ينطلي على أحد مثل هذا المنطق الأعرج؟!.

نحن نخاصم العلم ونحتقر العلماء الحقيقيين ونعلي من شأن الحواة والمشعوذين نتعاطى الخرافة ونعيش في أوهام الأمجاد التي تجاوزها الزمن ، فأصبحنا سياسياً عالة على تاريخنا ، وإقتصادياً عالة على ثروات ترقد في باطن الأرض ونشيع بين الناس أن هذا يكفينا ويكفي أجيالنا القادمة ويزيد!

أصبحنا من أكبر مستهلكي الحضارة بعد أن كنا سادة منتجيها فحق أن نتأخر لآخر الصفوف وأن نترك المقدمة لمن يستحقها .

 

نحن ننادى بالديمقراطية ثم نرهن إرادتنا لدى شيخ القبيلة أو عمدة القرية أو كبير الحارة فتصبح أصواتنا بلا قيمة ومستقبلنا فى مهب الريح لأننا لانصنعه ولانخطط له .

نحن نحارب معاركنا بحناجرنا ، فلا نكسب قضية ولانخيف عدواً.. أصبحنا مثل خيال المآتة تقف فوقه الطيور ، بل وتقضي حاجتها دون أن يحرّك ساكناً .

أصبحنا نتنادى لدى كل مأزق كي نشحذ الرضا من أعدائنا فلا يرضون بأقل من التسليم الكامل ليفعلوا بنا مايشاءون، فهل تحققت فينا نبوءة نبينا الكريم " توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها،قالوا أمن قلة نحن يارسول الله، قال بل إنكم يومذاك كثير ولكن غثاء كغثاء السيل "..!

نعم صرنا كغثاء السيل لأننا لانربي أجيالنا على أن العلم هو مفتاح التقدم وأن إحترام حقوق الآخرين فريضة دينية كما أنه قيمة أخلاقية وأن الإعداد للمستقبل لايكون بمخاصمة الحضارة بل بالأخذ بأسبابها.

نحلم بالوحدة العربية ثم نقيم في وجوه بعضنا البعض الحواجز والمخافر والسدود ونعامل أبناء جلدتنا معاملة اللصوص و الخارجين على القانون في حين نفسح الطريق لأي أفاق غربي باعتباره أجنبياً رفيع المقام .

فهل ينبغي والحالة هذه أن نهتف " أمجاد ياعرب أمجاد ، نحن أبناء العرب ولافخر."

 

المصدر : www.mnaabr.com

إقرأ 7794 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 25 أيلول/سبتمبر 2012 08:32
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed