المقالات

طباعة

التعايش مع زوج خائن

Posted in الثقافة

 

2-    الحوار ومخاطبة الزوج الخائن بقصد تغييره ودفعه للتراجع والتوبة، كثير من الأزواج يصبرون على العيش مع شريك يعرفون خيانته، لكنهم يأملون تغييره من خلال الحديث المباشر معه ومحاولة إقناعه. وقد تنجح هذه المحاولات في ظروف محددة، مثلاً حين يشعر الزوج الخائن بخطر فقدانه لأسرته وسكينته، أو حين يشعر بصدق عاطفه زوجه المتوجهة نحوه.

3-    إجراء تغييرات في بيئة الزوج الخائن الأسرية قد تدفعه لتغيير سلوكه، مثل بذل مزيد من الرعاية العاطفية والعطاء في العلاقة الزوجية، أو بذل مزيد من العناية المادية بالأسرة والبيت، وربما لا تنجح هذه الاستراتيجيات دائماً، لكنه إن نجحت ولو جزئياً فإنه يمكن البناء على هذا النجاح والاستمرار في تحسين نمط العلاقة الزوجية الشرعية، وتنمية العلاقات الأخرى في الأسرة، والوصول إلى التخلص من الخيانة وآثارها.

4-    خفض مستوى العلاقة الزوجية الخاصة إلى المستوى الأدنى، خاصة في الجانب العاطفي، وربما قطع هذه العلاقة مع بقاء الأسرة في بيت واحد قائم ظاهرياً، فكثير من الأزواج يعيش مع الشريك الخائن بجسده، وربما بقدر بسيط محسوب من عواطفه، بينما هو يعيش حقيقة في عالمه الخاص وحيداً، وتتفاعل مشاعره داخل هذا العالم دون أن يعرف شريكه أو يلاحظ شيئاً من نواتج هذا التفاعل. وهذا النمط من العلاقة له أضراره الكثيرة، وأخطاره الداهمة، وأحياناً تتوجه الضحية نحو التخفيف من هذه الآثار الضارة، مثل الحفاظ على الأبناء ورعايتهم في هذا الواقع القائم.

5-    قد يكون التعايش بين الزوجين قائماً بسبب تغيرات معرفية قامت بها الضحية، فغيرت تصورها عن العلاقة الزوجية والأسرة ونوع السكينة والسعادة الموجودة فيها، مثل الاعتقاد أن الخيانة موجودة في كل الأسر، أو أن الخيانة بالنسبة لزوجها حاجة ضرورية لا يمكنه تركها ... وأغلب هذه التغيرات المعرفية هي تشوهات معرفية وصور من صور قصور الإدراك وغياب الرؤية الشاملة أو تغييبها.

6-    تتحول العلاقة بين الزوجين في بعض حالات التعايش إلى صراع دائم ومعارك مستمرة، حين تقرر الضحية الانتقام من الزوج الخائن والتشفي برؤيته غاضباً، أو حزيناً، أو مضطرباً، أو منهاراً، وهو القرار الأسوأ في أي أسرة، وأسوأ القرارات السيئة هو رد الخيانة بخيانة أخرى ترتكبها الضحية، ومن المؤكد أن قرار الانفصال أفضل من قرار الاستمرار في حياة نكدة، ومن الإمساك بغير معروف، ومن عيش الضرر والضرار.

إن التعايش في حالات الخيانة كما أسلفنا هو اختيار بين اختيارات ممكنة متعددة، ويبقى على المجتمع مسؤوليته في دعم القرار الصائب في الأسرة، ومع وجود الدعم الاجتماعي أو عدمه من المؤكد أن الزوج الذي يتخذ قرار التعايش يحتاج للكثير من مهارات إدارة الذات وقدرات الذكاء الانفعالي، وهو موقف صعب في كل الأحوال، يحتاج للاستعانة بالله تعالى أولاً وآخراً، وقد قال الله تعالى: ﴿إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما﴾ [سورة النساء: 35].

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed