المقالات

طباعة

أثر الاستقلال السياسي في الإبداع الحضاري

Posted in الثقافة


كما أن لقيام هذه المعاهد والمؤسسات بتجميع جهود المهتمين دورا في إحداث كتلة ثقافية قوية تستطيع من خلالها ثقافة الغد أن تحقق اختراقها للمؤسسات السياسية، التي إن لم يتم جذبها والتأثير فيها، ستظل من أهم معوقات النهوض الحضاري لهذه الأمة؛ إذ تحتاج الثقافة العالمة المبدعة لشرط الحرية، لكي تنمو وتترعرع وتثمر، بل وتقاوم، لأنها مجندة بخلفية سياسية تستطيع من خلالها الوقوف في وجه المد الإمبريالي الخارجي.
إن المراقب والمتتبع لمسار وواقع الثقافة الإسلامية في المرحلة الراهنة بالذات، سيلاحظ، بلاشك أن نقصا كبيرا في الدراسات المستقبلية التي تكون في حجم التحديات والآمال معا؛ تحديات الحاضر الذي يتحرك بسرعة نحو المستقبل بفضل الثورة المعلوماتية، وآمال الخروج من بوثقة ما نحن فيه من متاعب وإخفاقات، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن من عادة الغرب أن يقدم رؤيته لكل ما هو حادث على ساحة العلاقات الدولية، بل ويعمل جاهدا على رسم الخريطة الشمولية لمستقبل هذه العلاقات بما يخدم مصالحه ووجوده وهويته. وبذلك نكون أمام نظام له الإرادة القوية والاستعداد المستمر للحفاظ على كيانه ومجاله الحيوي مهما كلفه ذلك من ثمن وتضحيات.
ولعل السؤال الذي تفرزه المتابعة لهذا الواقع، المحلي والدولي، هو : ما موقع الثقافة الاسلامية في خريطة الثقافة الكونية؟ وماذا يمكن لهذه الثقافة أن تقدم لأبناء الأمة، وهم يعيشون على وثيرة الرغبة في مواكبة العصر بكل مستجدا ته المادية والمعنوية من جهة، والخوف من النظام الذي يحكم هذا العصر من جهة أخرى، خاصة والذاكرة لازالت مثقلة بذكريات الاستعمار والاستيطان والاستغلال الذي تعرضت له الدول الإسلا مية، بهذا الشكل او ذاك، بل ولا تزال بعض الدول تعاني من ثورة المعلوميات وتحديات العولمة؟ وهل سنكتفي فقط بترديد شعار (المستقبل للإسلام) وأن الحضارة الغربية المصنوعة من الفكرة المادية ستزول في يوم من الأيام؟ أم أننا سنظل نحلم بالمستقبل دون أن نؤسس لقواعده الصلبة؛ سياسيا واقتصاديا وتربويا وتعلميا وثقافيا، بل وإيديولوجيا كذلك؟
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed