المقالات

طباعة

لمحات تغذوية في الكتاب الكريم والسنة النبوية

Posted in إرشادات تغذوية

 

فقد حثت آيات القرآن الكريم على عدم التبذير والإسراف في تناول الطعام، وعلى سلوك منهج التوسط والاعتدال في كل شؤون الحياة، فقال جل وعلا: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} البقرة (143) ، وقال عز من قائل:{ وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان} الرحمن(9)   وأفردت آيات القرآن الكريم مساحة خاصة للغذاء، وإلى ضرورة ترشيد استعماله وعدم الإفراط به، فقال عز وجل: { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا، إنه لا يحب المسرفين} الأعراف  (31) . وقد ورد في السنة النبوية الأدلة الموجهة إلى النهي عن الإكثار  والإفراط في تناول الطعام والشراب، فقال صلى الله عليه وسلم : " ما ملأ ابن آدم وعاء  شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن أوده، فإن كان لا بد فاعل فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه"  حديث صحيح.

وقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة بتخصيص ذكر الأطعمة كاللحوم والتمر والعسل واللبن وتبيان أهميتها وفائدتها الصحية والتغذوية ، فقال جل وعلا مبينا أهمية العسل الصحية : { فيه شفاءٌ للناس} النحل

( 69) ، وقال صلى عليه الله عليه وسلم منبها إلى أهمية التمر الغذائية : " بيت لا تمر فيه جياع أهله" رواه مسلم  وأحمد ، وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا شرب اللبن (الحليب) قال : " اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، وكان إذا أكل أو شرب غيره من الأغذية قال : " الله بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه"، وغيرها من الدلائل الكثيرة التي تظهر علاقة الغذاء بصحة الجسم وحيويته، وتبرز دور الغذاء في علاج الأمراض والوقاية منها .

ونتيجة لتلقي المسلمين واستيعابهم للهدي الرباني والنبوي المتعلق بالغذاء ودوره في الصحة والمرض، فقد غدت  المعالجة بالأغذية  من أهم أسس العلاج الطبي لكثير من الأمراض مستشفيات  الحواضر الإسلامية في العصرين الأموي والعباسي. ([1]) ، وجاء تخصيص الأغذية في كتب الأطباء المسلمين ، كالرازي (850-932) وابن سينا (980-1037) ، وقد لخص ابن سينا كتاب (القانون في الطب) في منظومته المشهورة " الأرجوزة في الطب" والتي أظهر فيها اهتمامه الكبير بالأغذية والمعالجة بها، ومن الأمثلة على الكتب الأخرى التي ألفها العلماء المسلمون في التغذية كتاب (الأشربة) لابن ماسويه (777-857) وكتاب (تدبير الأصحاء بالمطعم والمشرب) لحنين ابن اسحق (809-873) و(الأرجوزة في الحميات) لابن عزروت و (الأرجوزة في الأغذية والترياق) للسان الدين ابن الخطيب (1313-1375).

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed